حينما دخلت لمبنى التلفزيون السورى للمرة الأولى ، كان الاستاذ عماد سارة لم يكمل شهره الأول في منصبه رئيسا للتلفزيون ، ولم يكن قد مضى أكثر من يومين على أول قراراته ، ألا و هو استدعاء الموظفين في دوامهم الرسمى الكامل وتسجيلهم للحضور والإنصراف ، مما أثار ضده كل هؤلاء المتسكعون في طرقات وعلى سلالم المبنى بلا عمل ثابت أو معروف ، وحينها كان التجمهر داخل المبنى من قبل هؤلاء ورفضهم القرار أمرا طبيعيا وشائعا استمر لعدة أيام ، وكانت إجابته منطقية حينما حضرت معنا اللقاء الشاعرة السورية انتصار سليمان و بصفتها إحدى موظفات المبنى ، كان رده على تساؤلها حول جدوى القرار ، أن الأمر إهدار للمال العام ، وأن معظم هؤلاء معينون بالوساطة ، و أنهم يشكلون عبئا ماديا على الوزارة و أغلبهم من ذوي المصالح الخاصه خارج عملهم الرسمى . توقعت في حينها أن الهجوم على الرجل سيظل طالما انتهج ذلك المنهج وبصرف النظر عن صحة القرار من عدمه وانا لا أعلم كل خلفيات الموضوع ، وانما توقعت المواجهات المستمرة ، بينه وبين مسؤولين أخرين في الدولة ، تذكرت ذلك المشهد حينما قرأت عن طي وزير الإعلام القرار بتغيير السيد عماد سارة بعد اتخاذ قرار عزله بساعات ليستمر الرجل في منصبه .