لدى جميع الأطفال حول العالم الحق في عيش مرحلة طفولة آمنة وصحية ومحمية وفقا لما ينص عليه ميثاق حقوق الإنسان الذي تبنته هيئة الأمم المتحدة منذ سنة 1948، غير أنه يبدو بعيدا كل البعد عن التنفيذ والتجسيد الواقعي في الكثير من البلدان حول العالم، وعلى الرغم من أن الأطفال يبقون أطفالا سواء كانوا أمريكيين أم أفارقة أم آسيويين أم أروربيين، إلا أن التمايز والتباين بينهم وفقا للتواجد الجغرافي بارز جدا لا يمكن تجاهله.
في تقرير لمنظمة ”أنقذوا الأطفال“ غير الربحية التي مقرها المملكة المتحدة، تُظهر نتائج دراسة أجرتها تصنيفا يبرز أي الدول تبلي بلاء حسنا فيما يتعلق بتربية الأطفال في محيط صحي وآمن ومحمي، وأيها فشلت فشلا ذريعا في ذلك.
حمل هذا التقرير الذي أعدته منظمة ”أنقذوا الأطفال“ عنوان ”نهاية الطفولة“، والذي قام بتصنيف 175 دولة بناء على مجموعة من المؤشرات التي تعتبر حجرا أساسا من أجل طفولة آمنة وصحية. من بين هذه المؤشرات التي تجعل دولة ما تصنف ضمن أسوأ الدول من ناحية الاعتناء بالأطفال نجد: سوء الظروف والرعاية الصحية، وسوء التغذية، والحرمان من مزاولة الدراسة، وعمالة الأطفال، وزواج الأطفال، والحمل في سن مبكرة، والعنف ضد الأطفال بشكل عام.
بالنسبة لـ95 دولة من هذه الدول تحسنت الظروف المعيشية بشكل عام لدى الأطفال فيها خلال السنة الفارطة، لكن بالنسبة لأربعين دولة أخرى من التي تناولها التقرير ساءت الأوضاع المعيشية للأطفال فيها بشكل كبير وخطير جدا، ومنه حذر ذات التقرير من أن: ”الفقر والنزاعات المسلحة والتمييز الجنسي ضد الفتيات يضع أكثر من 1.2 مليار طفل حول العالم -تقريبا نصف عدد الأطفال في العالم- في خطر نهاية الطفولة المبكرة“.
إليكم أعزائي القراء البلدان العشرة حيث يترعرع الأطفال في كنف الحماية والرعاية المثالية وفقا للتقرير الآنف:
- سنغافورة
- سلوفينيا
- النرويج
- السويد
- فنلندا
- إيرلندا
- هولندا
- آيسلندا
- إيطاليا
- كوريا الجنوبية
ثم إليكم قائمة أسوأ عشر بلدان لتكون طفلا فيها:
- النيجر
- مالي
- جمهورية أفريقيا الوسطى
- التشاد
- جنوب السودان
- الصومال
- نيجيريا
- غينيا
- سيرا ليون
- جمهورية الكونغو الديمقراطية
تتضح لنا بعض الأنماط التي يتمحور حولها التصنيف على الفور بمجرد اطلاعنا على القائمة، حيث نلاحظ بسهولة أن ثمانية من بين أفضل عشرة دول من ناحية الاعتناء الجيد بالأطفال والطفولة تقع في قارة أوروبا واثنتان في آسيا، كما نلاحظ كذلك أن خمسة من هذه الدول تصنف ضمن أغنى خمسة عشر دولة من ناحية الدخل الفردي، ومعظمها يصنف ضمن أفضل المراتب في تصنيفات منظمة اليونيسف لحماية الطفل ورعايته.
بينما بإمكاننا كذلك ملاحظة أن أسوأ عشرة بلدان لينشأ فيها الأطفال ويترعرعوا تقع في أفريقيا، ومن بينها كذلك نجد العديد التي تذيلت تصنيف أسوأ عشرة دول تنخرها الحروب الأهلية أو الحروب ضد المجموعات الإرهابية وفقا لهيئة الأمم المتحدة، هذه الظروف التي تخلق أجواء معيشية تتصف بانعدام الاستقرار والأمان ليعيش فيها الأطفال. كما تعتبر النزاعات المسلحة مؤشرا تشاركت فيه جميع الدول العشرة التي صنفت من أسوأ الدول ليتربى فيها الأطفال، هذا بالإضافة إلى مؤشري الفقر والتمييز الجنسي ضد الفتيات.
صرحت (كارولاين مايلز) رئيسة منظمة ”أنقذوا الأطفال“ لمجلة (كوارتز): ”أعتقد أيضا أن ذلك راجع إلى عدم إعارة قدر الاهتمام الكافي للمشاكل والآفات التي تحدق بالأطفال“، وأضافت: ”حمل الحكومات وصناع السياسات على التركيز حيث يتواجد أكثر الأطفال الذين يعانون الحرمان -وخاصة التركيز حيث يزيد التمييز الجنسي من الوضع سوءا- هو خطوة مفتاحية نحو تحسين أوضاع الأطفال حول العالم“.