أكد مقال نشره موقع «مون أوف ألاباما» الأمريكي أن الوجود الأمريكي في شمال شرق سورية هو وجود غير شرعي، كما أنه
لا يمكن أن يبلغ مآربه أياً كانت، لافتاً إلى أن الجنرالات الذين وضعوا هذه الخطط يفتقرون إلى البصيرة الاستراتيجية.
وأشار المقال إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2249 المتعلق بمحاربة «داعش» ينص على احترام سيادة جميع الدول وسلامتها الإقليمية واستقلالها ووحدتها وفقاً لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، ودعا القرار الدول الأعضاء إلى مضاعفة جهودها وتنسيقها لمنع وقمع الأعمال الإرهابية التي يرتكبها تنظيم «داعش» تحديداً وغيره من الكيانات الإرهابية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والقضاء على «الملاذات الآمنة» التي أقامتها هذه التنظيمات في أجزاء من العراق وسورية.
وأضاف المقال: انطلاقاً من أنه لم يعد هناك أي منطقة خاضعة لسيطرة «داعش» في سورية وقد تم القضاء على «ملاذاته الآمنة» على يد الجيش السوري لم تعد هناك ذريعة لوجود القوات الأمريكية في سورية أو العراق، ومع أنه يمكن تطبيق مبررات قانونية أخرى، مثل دعوة من الحكومتين الشرعيتين في سورية والعراق، إلا أن الحكومة السورية لم تدعُ القوات الأمريكية للبقاء في أراضيها ما يشير إلى أن وجود هذه القوات في شمال شرق سورية هو احتلال موصوف، والسؤال الذي يفرض نفسه: ماذا ينتظر الاتحاد الأوروبي المعتد بنفسه لمعاقبة الولايات المتحدة على انتهاكها للقانون الدولي وعدم احترامها السيادة السورية؟
وأكد المقال استناداً إلى الوثائق الرسمية أن العدد الفعلي للجنود الأمريكيين الموجودين حالياً في سورية يتجاوز كثيراً الرقم المعلن عنه، حيث ارتفع العدد الإجمالي للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط بنسبة 33٪ على مدى الأشهر الأربعة الماضية، وتضاعفت الأرقام في تركيا والكويت وقطر والإمارات، بينما لم يتم تقديم أي تفسير لهذه الزيادات. وليس خافياً، وفقاً للمقال، أن القوات الأمريكية في سورية متحالفة مع مايسمى «وحدات حماية الشعب» التي ينظر إليها على أنها الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتبع بدوره لحزب العمال الكردستاني التركي المدرج والمصنف كمنظمة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وغيره، وهذه «الوحدات» تسيطر الآن تحت قيادة الولايات المتحدة على حوالي 40٪ من احتياطيات سورية من الهيدروكربونات في لصوصية فاضحة، ولا ننسى أن الولايات المتحدة سهلت انضمام بعض إرهابيي «داعش» إلى ما يسمى «قوات سورية الديمقراطية» بعد أن وعدتهم بأجور أفضل.
ولفت المقال إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أعلنت في بيان لها أن طيران «التحالف» الذي تقوده واشنطن حاول التشويش على عمل سلاح الجو الروسي في المجال الجوي فوق البوكمال بينما كان الجيش العربي السوري وحلفاؤه يحررون المدينة، مشيراً إلى أن المقاومة اللبنانية أكدت بدورها أن القوات الأمريكية كانت تقدم معلومات استخباراتية دقيقة لـ«داعش» الذي يقصف الأهداف وفقاً لذلك، كما أن القوات الأمريكية استخدمت إجراءات الحرب الإلكترونية للتشويش على كل ما تستخدمه سورية وحلفاؤها في محاربة التنظيم، وتتفق هذه المعلومات مع تقارير أخرى تؤكد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواصلون دعم التنظيمات الإرهابية الأخرى في شمال غرب وجنوب غرب سورية.
وتابع المقال: كان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قد كشف قبل ذلك عن نيات الولايات المتحدة للبقاء في سورية بشكل غير قانوني، قائلاً: «إن «التحالف» الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة «ضد الإرهابيين» في سورية والعراق لن يغادر هذين البلدين طالما أن مفاوضات جنيف للسلام في سورية، التي ترعاها الأمم المتحدة، لم تحرز تقدماً», وتباعاً وبحسب مسؤولين فإن الإدارة الأمريكية غيرت هدفها المعلن في سورية وهي تحمي الإرهابيين علناً وتأمل فوقها توظيف وجودها في شمال سورية في محاولة للضغط على الدولة السورية لتقديم تنازلات في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.