Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبارسياسة
أخر الأخبار

قسد.. بقاء الأمريكي في شرق سورية دوافع الرسائل والتحديات!

خاص الآن الإعلامية

تشكل ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أحد أبرز الفصائل الكردية المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة في شرق سورية. منذ تأسيسها، لعبت قسد دوراً هاماً في بقاء الاحتلال الأميركي وكانت الطريق في نهب وسرقة خيرات البلاد وقوة الشعب السوري من الجزيرة السورية وحرمانه خلال العقد الماضي من التعافي والعودة للحياة بعد حرب شرسة شنتها كافة القوى العظمة ضد الجغرافيا والدولة السورية، لكنها اليوم تواجه تحديات جمة تهدد مستقبلها.

محمد هويدي، الباحث السياسي في الشؤون الدولية، يشير إلى المخاوف العميقة التي تعيشها قسد جراء التقارب السوري- التركي، والذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مشروعها في تحقيق ما يعرف بالإدارة الذاتية.

دوافع قسد للبقاء

وقال “هويدي” لـ وكالة الآن الإعلامية، تعتبر قسد أن وجودها في شرق سورية يرتبط ارتباطاً وثيقاً ببقاء التواجد الأمريكي في المنطقة. فالإدارة الذاتية التي تسعى قسد لتحقيقها تحتاج إلى دعم خارجي لضمان استمراريتها. ومع تزايد الحديث عن إمكانية التفاهم بين تركيا وسورية، تشعر “قسد” بحاجتها الملحة لإيجاد مبررات لوجودها العسكري والسياسي، ومع استمرار قطار التقارب السوري-التركي الذي يترجم النهاية لمشروع الإدارة الذاتية،

وبالتالي، يلجأ قادة قسد إلى “ورقة داعش” من أجل تأكيد الحاجة لبقاء الدعم الأمريكي.

العفو عن المعتقلين والرسائل السياسية

في الايام الأخيرة، قررت قادة قسد إصدار عفو عن مجموعات من المعتقلين، وهو قرار يحمل أبعادا سياسية واجتماعية متعددة. ومحاولة لتحسين صورة قسد أمام المجتمع المحلي والدولي، خصوصاً في سياق الاتهامات المتكررة بشأن الانتهاكات الحقوقية في سجونها.

وأضاف “هويدي” في حديثه لـ وكالة الآن الإعلامية، تسعى قسد إلى إبقاء عودة ظهور تنظيم “داعش” والشائعات حوله حيةً في وسائل الإعلام التابعة لها منذ عام 2023، والعفو العام عن بعض عناصر “داعش” المحتجزين في سجونها منذ أيام، مما أثار تساؤلات عما إذا كان هذا الإجراء يعد جزءاً من استراتيجية للبقاء. الأذرع الإعلامية لقسد ووسائل الإعلام الغربية تروج لهذا التحذير من عودة داعش إلى المنطقة، مما يعكس قلقها من فقدان الشرعية والدعم.

بمعنى آخر، تعتبر “داعش” الأداة التي تسعى قسد من خلالها إلى التأكيد على أهمية دورها كقوة رادعة ضد التطرف، وذلك لدرء المخاطر المحتملة من التقارب مع تركيا أو خسارة الدعم الأمريكي، بحسب وصفه.

وأشار “هويدي” لـ وكالة الآن الإعلامية، تظهر المخاوف أيضًا في سياق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. مع العودة المحتملة “لدونالد ترامب” إلى الحكم، يُعتبر الأمر مقلقاً بالنسبة لقسد. كان “ترامب” قد أبدى سابقاً استعداده للانسحاب من سورية، مما يعني أن وجود قسد قد يصبح أكثر هشاشة إذا ما تغيرت سياسة الولايات المتحدة نحو سورية.

وان الجيش العربي السوري، والذي يُعتبر الحصن المنيع وأكبر القوى الفاعلة في المعركة السورية ضد الارهاب، يواجه تنظيم “داعش” التي ما زالت موجودة في بعض المناطق في البادية السورية، ومن الواضح أنها تتلقى دعماً من قاعدة التنف الأمريكية الغير شرعية. رغم أن التدخل الأمريكي في سورية قد تم تحت ذريعة محاربة داعش، فإن وجود القوات الأمريكية يستند إلى الحاجة لدعم مجموعة من الميليشيات كقسد. يُنظر إلى قسد كقوة عسكرية منظمة قادرة على التعامل مع القضايا الأمنية المعقدة في المنطقة، مما يمنح الولايات المتحدة ذريعة للبقاء.

الدعم والتوجهات الجيوسياسية 

وذكر ” هويدي” الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سورية يحمل دلالات متعددة، تشمل الدعم العسكري والمادي الذي تحتاجه قسد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. مع استمرار القلق بشأن الصعود المحتمل لتنظيم داعش أو أي تنظيمات متطرفة أخرى في المنطقة، فإن قسد تُحاول إقناع المجتمع الدولي بدعم استمرارية وجود القوات الأمريكية كأساس للأمن في المنطقة.

تصاعد الرسائل التي تفيد بأن خطر داعش لم ينته بعد يحمل في طياته محاولة لتحفيز الدعم الدولي، وتحقيقا للأهداف السياسية لتحسين العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومنع أي تقارب محتمل بين الحكومة السورية أو حلفائها من جهة، وبين دول الجوار.

توتر عسكري متجدد

وتسعى قادة قسد بفتح فوهات النار في الجبهات مع مسلحي المجموعات الموالية لاحتلال التركي في شمال سورية، بعد ركود عسكري لأكثر من عام كانت تركيا السباقة في الاستهداف.

محاولة فتح احدى الجبهات من جانب قسد يدعوا تركيا للانشغال عن فكرة التقارب السوري – التركي وفتح معركة جديدة على الأرض السورية مما يزيد من صعوبة انسحاب الوجود التركي والتقارب مع دمشق وبقاء الداعم الاميركي على الاراضي السورية.

إن الرسائل التي تصدر عن مسلحي قوات سوريا الديمقراطية في ظل الظروف الحالية تعكس محاولة متكاملة للحفاظ على وجود القوات الأمريكية وتعزيز موقفها في الساحة السورية. العفو عن المعتقلين، بالإضافة إلى التأكيد على أن خطر داعش لا يزال قائما، ليسا سوى عناصر من استراتيجية أكبر تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار وضمان الدعم الدولي. في ظل الأوضاع المعقدة والمتغيرة.

 

وكالة الآن الإعلامية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى