تعجبني جدا هذه المقولة: ( إن الفشل يشعر بسعادة عارمة عندما يوقع أحدهم في مصيدته عندما يكون النجاح على بعد خطوة منه) .
يقص “آر يو داربي” رجل المبيعات المشهور كيف تعلم درساً لا يقدر بثمن من طفلة صغيرة، ففي ظهيرة أحد الأيام حين كان يساعد عمه على طحن القمح في طاحونة عتيقة الطراز، كان العم يدير مزرعة كبيرة يعيش بها عدد من المزارعين المستأجرين، فتح الباب بهدوء ودخلت طفلة صغيرة، ابنة مستأجر، وجلست الى جوار الباب، رفع العم عينيه ونظر إلى الطفلة وصاح بها بقسوة: ماذا تريدين؟
أجابت الطفلة بلطف: تريد أمي خمسين سنتا، قال العم: لن أفعل هذا، عودي الى منزلك.
قالت الطفلة: حاضر يا سيدي، ولكنها لم تتحرك من مكانها
عاود العم عمله وكان مشغولا للغاية لدرجة أنه لم يلاحظ أن الطفلة لم تغادر، وعندما رفع عينيه ووجد أنها مازالت هناك صاح بها: اذهبي أو سأضربك
قالت الفتاة الصغيرة : حاضر يا سيدي ولكنها لم تحرك ساكنا، ألقى العم حقيبة القمح التي كان على وشك افراغها في الطاحونة والتقط ضلع برميل واتجه نحو الطفلة وعلى وجهه تعبير يوحي بالمتاعب
حبس داربي أنفاسه فقد كان واثقا أنه سيشهد جريمة قتل فقد كان عمه شديد العصبية، وعندما وصل عمه إلى المكان الذي تقف فيه الطفلة، تقدمت خطوة سريعة إلى الأمام ونظرت في عينيه وصرخت بأعلى صوتها: سوف تحصل أمي على الخمسين سنتا تلك …
توقف العم ونظر إليها لدقيقة، ثم وضع ضلع البرميل ببطء على الأرض، ووضع يده في جيبه وأخرج نصف دولار وأعطاه لها
أخذت الطفلة المال وعادت أدراجها ببطء ناحية الباب وهي لا تبعد عينيها عن الرجل الذي تغلبت عليه لتوها، وبعد أن غادرت جلس العم فوق صندوق وهو يفكر ناظرا إلى الفضاء خارج النافذة لأكثر من عشر دقائق ، كان يتفكر في هيبة في ذلك الجلد الذي تعرض له للتو
كان داربي يفكر بدوره أيضا، فقد كانت المرة الأولى التي يرى فيها ابنة مزارع مستأجر تتغلب على رجل بالغ يشغل منصب سلطة، كيف حدث ذلك ؟
ما القوة الغريبة التي استخدمتها هذه الطفلة لتجعل العم ينصاع لها ويعطيها طلبها
إنها المثابرة والرغبة الشديدة في الوصول الى ما تريد، فقبل أن يصل أغلب الناس للنجاح لابد لهم أن يواجهوا هزيمة مؤقتة وربما بعض الفشل ، والمثابر هو من يستطيع أن يتابع في حين يستسلم الآخرون