بينّ الخبير التنموي والمستشار لدى اتحاد غرف الزراعة السورية أكرم عفيف أن كافة المؤشرات للعام الحالي تشير إلى ارتفاع في أسعار زيت الزيتون نتيجة تراكم عدة عوامل منها المناخية وانخفاض الإنتاج وعدم وجود الدعم اللازم من الجهات المعنية.
وأو ضح عفيف لموقع “أثر” أنه ومنذ عامين تم بيع تنكة زيـت الزيتـون ضمن المعاصر بسعر 18 ألف ليرة سورية فيما كانت تكلفة إنتاج تنكة الزيت الواحدة تصل إلى 20 ألف ليرة سورية على الفلاح.
وأضاف أن بعض التجار استغلوا حاجة الفلاح وفرضوا سعر أقل من تكلفة الإنتاج، ونظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج على الفلاح وعدم وجود السيولة المالية الكافية لديه كان مجبراً على البيع، حيث لم يجد أي دعم من الجهات المعنية لمحصول الزيتون وزيت الزيتون.
وأشار عفيف إلى أنه تمت مطالبة وزارة التجارة الداخلية متمثلة بالمؤسسة السورية للتجارة في ذلك الوقت للقيام بدورها والتدخل الإيجابي لصالح الفلاح وشراء تنكة زيت الزيتون منه بسعر 24 ألف لضمان حق الفلاح وعدم ضياع تعبه، ولكن لم يكن هناك أي تجاوب لمطالبنا، ولو أن السورية للتجارة قامت بشراء كميات كبيرة من زيت الزيتون لتمكنت من التدخل بالأسواق وضبط الأسعار ولم يصل سعر تنكة زيت الزيتون للأسعار الكبيرة والتي تجاوزت المئة ألف في العام الماضي وما نزال نشهد ارتفاعها في العام الحالي وقد وصلت لأكثر من 200 ألف ليرة سورية، وبالتالي فإن تقصير مؤسسات التدخل الإيجابي وغيابها ساهم في رفع أسعار زيت الزيتون.
حيث أن التجار الذين اشتروا كميات كبيرة من زيـت الزيتـون بسعر 18 ألف قاموا بتخزينها لمدة عام وباعوها بسعر 60 و70 ألف ليرة سورية حتى وصلت إلى 100 ألف ليرة في العام الماضي وفي العام الحالي يعيدون نفس الأمر.
ولفت عفيف إلى أن ما ننتجه حالياً من الزيتون وزيت الزيتون لا يتعدى ربع كميات الإنتاج في الأعوام السابقة بسبب ما تعرضت له الأراضي الزراعية من حرائق وبمساحات كبيرة، وذلك لعدم قيام الفلاحين بحراثة الأراضي الزراعية كنتيجة لارتفاع مستلزمات الإنتاج والتكاليف اللازمة للحقول، وبذلك باتت الأراضي الزراعية معرضة بشكل أكبر للحرائق وهو ما حدث في العام الماضي وخسرنا مساحات كبيرة من أراضي الزيتون، بالإضافة للجفاف الذي شهدناه في العام الحالي وهو ما أدى لانخفاض الإنتاج وبالتالي سينعكس على الأسعار في ظل عدم وجود أي تدخل إيجابي من قبل مؤسسات الدولة، خاصة أن أسعار الزيت النباتي قد ارتفعت أيضاً فوصل سعر تنكة زيت عباد الشمس لأكثر من 170 ألف ليرة سورية، وفي ظل عدم وجود بدائل لدى المواطن فإننا سنشهد ارتفاع في أسعار زيت الزيتون.
وتساءل الخبير التنموي: لماذا لا يعتبر الزيتون محصول استراتيجي ويحصل على دعم من الدولة مثل باقي المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن، واضعاً هذا السؤال برسم الجهات المعنية كون سوريا تملك مساحات شاسعة مزروعة بأشجار الزيتون وتحتل تصنيف متقدم عالمياً من حيث المساحات المزروعة، وهو محصول أساسي لدى الشعب السوري وذو عائد اقتصادي جيد.
وكانت وزارة الزراعة قد ذكرت بأن موسم الزيتون لهذا العام متراجع بنسبة 24% مقارنة مع الأعوام السابقة، وذلك بسبب الظروف المناخية من جفاف وارتفاع درجات الحرارة التي مرت بها البلاد وتحكمت بكمية الإنتاج، وقدرت الوزارة إنتاج الموسم الحالي بحوالي 645 ألف طن من الزيتون بشكل عام علماً أنه كان بالعام الماضي 850 ألف طن من الزيتون.
تعليق واحد