Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

أضاءه على اليسار التركي – تاريخه وأهم قياداته وأحزابه

أن نجاح الثورة البلشفية بقيادة فلاديمير لينين عام 1917 والتي بنيت على أفكار كارل ماركس وتطوير لينين لبناء دولة اشتراكية كانت بداية مرحلة جديدة من تاريخ الصراع الأممي بعد الحرب العالمية الأولى ومنطلق إساسي لانتشار اليسار في العالم وخاصة الفكر اللينيني الماركسي.

وكانت مرحلة الخمسينيات بعد الحرب العالمية الثانية هي انتشار الفكر اللينيني الماركسي بقوة أكثر في أمريكا اللاتينية تجربة الثورة الكوبية بقيادة فيديل كاسترو وتشي غيفارا ومنها انتقلت إلى العالم العربي وتركيا.

وهنا سوف نسلط الضوء على تجربة اليسار الماركسي اللينيني في تركيا حيث بدأت نواة تأسيس المنظمات اليسارية الثورية في ستينات القرن الماضي من خلال قطاع الطلبة والعمال بقيادة كل من ابراهيم كايباكايا وماهر جايان ودينيز كيزميش، وأخذت هذه المنظمات الطلابية بالتوسع حيث تزامنت مع سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو على الدولة التركية واندلاع الكفاح المسلح في فلسطين وجنوب لبنان.

وكان لليسار الثوري التركي مشاركة في النضال ضد العدو الصهيوني في داخل فلسطين وجنوب لبنان ولكن لم يكتب لهذه التجربة الاستمرار بسبب القمح التركي الفاشي وملاحقة هذه القيادات وأعضاء المنظمات.

وفي هذا الملف سوف نتحدث عن التجربة التي استمرت ولاتزال قائمة في اليسار الثوري الماركسي اللينيني والتي تبلورت في جبهة ثورية وحزب ثوري لازال على ذات المنطلقات التي تأسس عليها والتي أطلقها المناضل ماهر جايان في عام 1970.

 

من هو ماهر جايان

ولد ماهر جايان عام 1945 في مدينة سامسون بتركيا، درس المرحلة الإعدادية والثانوية في مدرسة حيدر باشة بإسطنبول، التحق بعد الثانوية بكلية الحقوق بجامعة إسطنبول عام 1963، لم يكمل دراسة الحقوق وأنتقل إلى جامعة أنقرة لدراسة العلوم السياسية بنفس العام.

أنتخب بعدها بعامين رئيساً لجمعية الفكر الفدرالي في عام 1965 سافر إلى فرنسا عام 1967 ليتعرف اكثر على الفكر الثوري حيث كانت باريس وقتها عاصمة السياسية الأوربية , عاد إلى تركيا في عام 1968 و انتسب إلى حزب العمل التركي , بنفس العام بنفذ اول عملية عسكرية ضد القوات الاميركية في تركيا , ليعتقل ويطلق سراحه لعدم ثبوت الأدلة شهد عام 1969 بداية ترأسه وتأسيسه لجسم حزب سياسي مبني على فكره الخاص ونظريته الخاصة وهي الشبيبة الثورية بعد مضي عام على تأسيس الشبيبة الثورية وبالتحديد عام 1971 بدأ التحضير للمؤتمر العام لحزب العمل التركي حيث قاطعه ماهر جايان .

وبدأ يحضر لأول مؤتمر طلابي بالإضافة للعمال والفلاحين في العام 1970 قام بتأسيس الحزب الجبهوي لتحرير الشعب في تركيا مع المناضلين ” حسين جواهير وأولاش برداكجي ” بشكل سري لتجنب ملاحقة الاستخبارات التركية.

وجاء الإعلان الرسمي عن الحزب في العام 1971 بعد عملية كبيرة نفذها أعضاء الحزب وهي اعدام القنصل الصهيوني في تركيا ” أفرام الروم ” وأهديت العملية للشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية التي كانت مشتعلة في تلك الفترة.

ومن ثم كانت العملية الثانية وهي اغتيال أحد أكبر ضباط الدولة الفاشية وأسمه ” نهاد اريم ”، وهو من ضباط ما يعرف بـــ الجونتا التركيا، بعد العملية التجأ ماهر جايان وحسين جواهير إلى إحدى ضواحي إسطنبول ” مل تبا ”، سرعان ما أنكشف مكانه من قبل الاستخبارات التركية وتمت مهاجمة المنزل، حيث أستشهد القيادي ” حسين جواهير ” وتم اعتقال ماهر جايان بعد أصابته.

وفي السجن بدأ يخطط جايان للهروب من المعتقل وتم فعلا حفر نفق ونجحت العملية حيث، هرب مع رفيقه أولاش برداكجي ومن حزب THKO جيان البتاكبي وعمر أينا.

وفي فترة اعتقاله حاول اثنان من مؤسسين الحزب وهم ” رمضان اكتول، يوسف كولي ” أن ينهوا الحزب ويصفوه بعد هروب جايان من المعتقل، قام بجمع أعضاء الحزب وتم التشهير بالمتورطين الاثنين وتم طردهم من صفوف الحزب. بتاريخ 26 آذار 1972 قام جيان ورفاقه بخطف ثلاثة من عملاء حلف ” الناتو” محاولة منه لضغط على الحكومة لأطلاق سراح القيادي اليساري ” دينيز كيشميش ” ورفاقه، واعطوهم مهلة ثلاثة ايام لأطلاق سراحهم، وبتاريخ 28 آذار 1972 غادر جايان إلى إسطنبول ومعه العملاء المخطوفين حيث وصلوا إلى قرية ” قزلدرا ”.

وبتاريخ 30 اذار 1972 تم الكشف عن مكان جايان من قبل مختار قرية ” قزلدرا” للاستخبارات التركية حيث قامت بمحاصرة القرية والمنزل وبدأ ضباط الاستخبارات ينادون على جايان ورفاقه بمكبرات الصوت لتسليم أنفسهم، وكان رد جايان عليهم حيث قال كلمته للتاريخ: ” نحن لم نأتي إلى هنا من أجل أن نعود، بل من أجل الموت ” لتندلع معركة قوية بين جايان والقوات التي حاصرت المنزل لساعات طويلة حيث تم اعدام العملاء الثلاثة، وستشهد بعدها ماهر جايان ورفاقه التسعة.

ولكن بعد مجزرة قزلدرة ظن العدو الفاشي التركي وعملائه أن الحزب الجبهوي والجبهة الثورية انتهيا، وفعليا ً كانت مجزرة قزلدرة بداية انطلاق مرحلة الكفاح السياسي والعسكري للحزب بقوة أكبر وخلال مرحلة السبعينات والثمانينات كان القيادي ” تامر اردا ” يقود العمليات العسكرية ضد الفاشية والإمبريالية وحلف الناتو ليس فقط في تركيا أنما في جنوب لبنان ضد العدو الصهيوني الغاصب، ويوم استشهاده حظر رئيس المخابرات الأمريكية إلى تركيا ليتابع تفاصيل مقتله بشكل مباشر بعد أن كان يشكل رعبا ً لعملاء امريكا داخل تركيا.

وأخيرا ً وليس اخرا ً لازال رفاق جايان في الحزب الجبهوي لتحرير الشعب في تركيا يناضلون في ساحات الكفاح المسلح في تركيا وسورية والعراق ضد الإرهاب العالمي وقدموا دمائهم على مذبح النضال في معارك الشرف ضد داعش في ريف الحسكة الشهيد ” البير جاكاز ” وضد الفاشية التركية في عفرين الشهيد ” رمضان جوكان ”   واخرهم في شمال العراق عام 2019 الشهداء – البير كوجر جاكاز – ماهر ارنستو – تامر قصبلي – جايان قزلباش.

ومع قراءة الواقع في الشرق الأوسط وسير العمليات الاحتلالية والعسكرية يتضح الدور التخريبي الهمجي الذي كان يتحدث وينبه منه ماهر جايان، حيث أن حلف الناتو وامريكا سوف تستخدم تركيا لاحتلال مساحات من الشرق الأوسط وتفرض هيمنتها عليها وأن القيادة التركية مبنية على عقلية التبعية لحلف الناتو وأمريكا والصهيونية العالمية.

 

المصادر:

 

خاص – وكالة الآن الإعلامية – بقلم : محمد مير سعادة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى