مع تزايد حدة الصراع في الشرق الأوسط يستمر العنف والتوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقد اشتعلت الغضب والاستنكار على نطاق واسع في المنطقة عقب مجزرة مستشفى المعمداني في قطاع غزة.
اندلعت مسيرات حاشدة في العديد من المناطق في الضفة الغربية والقدس تنديداً بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى المعمداني وأدى إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين الأبرياء رفع المتظاهرون شعارات تندد بالجريمة البشعة وتطالب بوقف الانتهاكات ضد الفلسطينيين
قد أدانت وزارة الخارجية المصرية بشدة هذا القصف العنيف الذي استهدف المستشفى وناشدت المجتمع الدولي التدخل فوراً لوقف المجازر وتحمل المسؤولية في حماية الأرواح البريئة
وفي دولة الأردن قام المتظاهرون بإقتحام مبنى السفارة الإسرائيلية في عمان وذلك احتجاجاً على المجزرة المروعة والجرائم الصهيونية الوحشية تعبيراً عن التضامن مع غزة واستنكاراً للقتل الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
ومع بروز هذه الأحداث أعلنت إيران والعراق ولبنان الحداد على أرواح شهداء العدوان الصهيوني على مستشفى المعمداني في غزة وشهدت العديد من الدول العربية والإسلامية تنديداً قوياً واستنكاراً لهذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء
أعرب حزب الله عن استنكاره وغضبه الشديد من هذه المجزرة واعتبارها استكمالاً لمجازر سابقة ارتكبتها الاحتلال الإسرائيلي وناشد الحزب المجتمع الدولي بوضوح وكفاءة أن يكون هذا اليوم هو يوم الغضب الشديد وضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات قوية لمحاسبة الجناة
من جانبها دعت المجموعة العربية بالأمم المتحدة إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الرهيبة التي تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان
واصفاً الهجوم على مستشفى المعمداني في غزة بأنه جريمة حرب وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية المباشرة عن هذا الهجوم الوحشي ويجب محاسبتها على ذلك
وفي تطور سياسي آخر أعلن وزير الخارجية الأردني إلغاء القمة الرباعية التي كانت مقررة في عمان على إثر القصف الوحشي الذي وقع على مستشفى المعمداني وأثارت هذه الحادثة استياءاً كبيراً في العالم العربي وجدلاً حول الدور الإسرائيلي في تأجيج الصراع
جاءت هذه المجزرة المروعة لتزيد من حجم الغضب العالمي والمطالبة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تتزايد الضغوط على المنظمات الدولية والاقليمية لتحمل مسؤوليتها واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي
لقد أصابت هذه الجريمة الإنسانية المروعة صميم الضمائر في الأرجاء حيث راح ضحيتها العديد من الأبرياء من المرضى والعاملين في المستشفى هذا القصف الهمجي خرقاً للقانون الدولي الذي يكفل حماية المدنيين والمؤسسات الطبية في ظل النزاعات
تعد هذه الاعتداءات الوحشية الأخيرة في قطاع غزة جزءاً من سلسلة طويلة من الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني الذي يعاني من عقود من الحصار والقمع والظلم وإذا أردنا أن نتحدث عن العدالة واحترام القانون الدولي فعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في مواجهة هذه الجرائم وضمان تقديم مرتكبيها للعدالة
في الوقت الذي يستمر فيه العالم في مراقبة التطورات الحالية يحمل اليوم الأمل للتغيير والعدالة وحقوق الفلسطينيين المظلومين لذا فإن الدور المشترك لجميع الدول والمجتمع الدولي يصبح بالغ الأهمية للتصدي للظلم وإنصاف الشعب الفلسطيني المتضرر.
بقلم: علي كبرة
وكالة الآن الإعلامية
