“ما معي خمسين رجعلك” باتت من أكثر العبارات المطروقة على مسامع الشعب السوري يومياً لتضاف إلى قاموس العبارات التي تتكرر في روتين حياة المواطن السوري اليومية.
في سرفيس النقل السائق يصيح بالركاب بعدم توفر فئة الخمسين لديه ويطلب من الجميع دفعها لأنه لا يستطيع أن يرد لهم الباقي، وفي البقالية لايملك البائع فئة الخمسين فيعطيك “بسكوتة بالباقي”.
لقد عانت فئة الخمسين ليرة بعد الأزمة كثيراً خصوصاً بعد هبوط العملة السورية في ظل الحرب، إذ أصبحت الخمسون كثيرة التداول خصوصاً في السرافيس، فهي تنتقل من شخص لآخر عدة مرات يومياً فعانت الطبعات القديمة والحديثة منها من الاهتراء والتمزق الكبير لتكون شريكة المواطن السوري اليومية في المعاناة إلى حدٍ أصبح التداول بها سيئاً للغاية والكل يبحث عنها.
لا شك أن طباعة فئات جديدة من العملة في المرحلة الراهنة أمر تدرسه الحكومة والمصرف المركزي لكن فئة الخمسين خصوصاً تتطلب دراسة جدية لطبع عملات “معدنية” منها أسهل للتداول وأبعد عن التلف، كما أن فئة المئة أيضاً سيكون من الأفضل لو تم طبع فئات معدنية منها احترازاً للمستقبل فهل ستفكر الحكومة والمصرف المركزي بخطوة كهذه في القريب العاجل؟ أم أن المواطن السوري بات بحاجة لأغنية بصوت فيروز “ما معي خمسين رجعلك” تكون أخف على مسامعه صباحاً من صيحات السائقين؟