كشف المغرّد السعودي الشهير “مجتهد” في سلسة تغريدات له على حسابه على موقع “تويتر” أمس، كيف كان رئيس مجلس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” كاد أن ينهار تحت ضغوط ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان، لولا تدخل الأميركيين والفرنسيين الذين طمأنوه بأنه لن يصيبه أيّ مكروه خلال فترة تواجده في السعودية.
مجتهد المعروف بتغريداته حول الملفات الداخلية السعودية، قال إن بن سلمان احتجز الحريري بهدف أخذ مليارات الدولارات منه، أي الأموال التابعة للحريري وعائلته وليس الأموال المسجلة باسم شركة “سعودي أوجيه” التي يملكها الحريري في السعودية.
وأضاف مجتهد أنّ ولي العهد السعودي حَرَمَ شركة “سعودي أوجيه” من مستخلصاتها لإجبار الحريري على تسليمها لشركته “نسما”، وبحسب مجتهد فإنّ الحريري رفض مما دفع شركة “سعودي أوجيه” للإفلاس.
وأشار مجتهد إلى أنّ رئيس الوزراء اللبناني يملك مليارات الدولارات في الخارج، وهي حصيلة عقود مشاريع كبرى تم تلزميها لـ “سعودي أوجيه”.
وبحسب رواية مجتهد، فإن بن سلمان أغرى الحريري بالقدوم للرياض وذلك من خلال وعد بدفع كل مستخلصات الشركة وإعادتها لنشاط كامل.
وتابع مجتهد “جاء الحريري متحمّساً، وبعد قدومه تمّ التعامل معه أمنياً وتمّ إجباره على الاستقالة لحرمانه من الحصانة الدولية، ظنّاً من بن سلمان أنه لا يحتاج غير ذلك لإبقائه محتجزاً من أجل أن يتنازل عما لديه من مليارات”.
حيث لفت مجتهد إلى أنه في الفترة الأولى، كان الحريري في وضع نفسي سيء وعلى حافة الانهيار، “لأنه لم يتعوّد على مثل هذا الوضع المخيف، وكان يشعر أن سيُسجن ولن يكترث به أحد بعد أن عزله بن سلمان عن العالم، وكاد أن يقدّم التنازل لولا تحرّك الأميركيين والفرنسيين .. فبعد زيارة السفير الأميركي والسفير الفرنسي استرجع الحريري معنويّاته وأحس أنه سيكون في الموقف الأقوى، خاصة وأن السفيرين وعداه أن الدولتين لن تقبلا باحتجازه، ويفضلان أن يتم حل المشكلة من دون أن تتحول إلى فضيحة دولية تحرجهما مع السعودية، لكنه اطمأنّ تماماً أنه لن يصيبه مكروه إلى أن يغادر”.
وتابع مجتهد: “حين أحسّ الحريري بأن أميركا وفرنسا ستُرغمان بن سلمان على عودته للبنان وإلغاء الاستقالة، قرر أن (يقلب الطاولة) ويرفض التنازل مطلقاً، ويبتزّ بن سلمان بأنه سيبوح بكل ما حصل له إن لم يبادر بن سلمان بحل مشكلة سعودي أوجيه ويدفع كامل مستحقاتها ويسمح بعودتها للنشاط”.
وبحسب مجتهد، فإن ولي العهد السعودي خضع حينها لمطلب الحريري، فوافق على سداد كامل مستحقات “سعودي أوجيه” شرط أن لا يتكلّم الحريري عما حصل، ووافق الحريري على ذلك، كما وعد بن سلمان بأن يعيد “سعودي أوجيه” للنشاط -وإكرامية زيادة- إذا حرص الحريري على نفس احتجازه بالكامل، لكن الحريري تردد بذلك وطلب مهلة، على حد تعبير مجتهد.
وقال مجتهد “ربما ستلاحظون في المستقبل القريب سكوت الحريري عما حصل وسداد كامل رواتب العاملين في سعودي أوجيه، والمقاولين بالباطن والشركات المساندة، أما إذا تكلّم الحريري علناً بدفاع عن الرواية السعودية فسترون عودة سعودي أوجيه لكامل نشاطها قريباً أو ما يكافئ ذلك من إكرامية كبيرة”.
وأعلن الحريري استقالته المفاجئة في 4 تشرين الثاني من العاصمة السعودية الرياض، مما دفع بلبنان إلى صدارة التنافس على النفوذ الإقليمي بين السعودية وإيران.
وفي 22 من الشهر الجاري، علّق “سعد الحريري” استقالته، بناءاً على طلب من رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، حسبما جاء في كلمة له.
وقال الحريري في كلمة مقتضبة له من قصر بعبدا حينها: “لقد عرضت اليوم استقالتي على فخامة الرئيس، وقد تمنى عليّ التريث في تقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية، فأبديت تجاوبي مع هذا التمنّي آملاً أن يشكّل مدخلاً جدياً لحوار مسؤول، يجدد التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب”.
وعاد الحريري إلى لبنان ليل الثلاثاء الفائت، بعد أن مكث يومين في باريس بعد وساة فرنسية أخرجته من السعودية، ثم وصل قبرص قبل وصوله بشكل نهائي إلى لبنان، ليعلن منه عودته عن الاستقالة “مؤقتاً”.
288 2 دقائق