جلب – وكالة الآن الإعلامية
خاص – صالح السليم
نظم نادي الفلسطيني في مدينة حلب فعالية تحت شعار “إحياء لذاكرة الوطن وتاريخ الأجداد” يمتد من بلدة ترشيحا إلى غزة، وهي الأرض التي تزخر بتاريخها الحافل بالنضال والانتصارات.
تهدف الفعالية إلى تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء لدى الأجيال الجديدة، من خلال استعراض تاريخ الأجداد وتقاليدهم، وفتح قنوات الحوار حول القضايا المعاصرة التي تواجه الشعب الفلسطيني.
شهدت الفعالية عدة مراحل ثقافية وفنية متنوعة، تضمنت عروضًا فنية شعبية، محاضرات تاريخية، ومعارض فنية تسلط الضوء على التراث الفلسطيني الغني. كما تم استدعاء شخصيات وطنية واعتبارية لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه الذاكرة الجمعية في تعزيز المقاومة والصمود.
وكما أتيحت الفرصة للمشاركين للتفاعل مع كبار السن، الذين يمثلون تجاربهم الغنية ورواياتهم التاريخية، مما أضفى على الفعالية طابعاً إنسانياً مميزاً.
تأملات الحضور في تجارب الماضي كانت دافعاً لتعزيز التضامن والترابط بين أفراد المجتمع الفلسطيني.
بلدة ترشيحا
تعتبر بلدة ترشيحا واحدة من القرى العربية التاريخية في الجليل الأعلى، شمال فلسطين. تقع على بعد حوالي 5 كيلومترات شمال مدينة صفد، وتُعرف بجمال طبيعتها وتضاريسها الجبلية الخلابة. تسكن ترشيحا عائلات فلسطينية عريقة، وتشتهر بتاريخها الثقافي الغني وتقاليدها الاجتماعية.
كانت تعتبر ترشيحا مركزًا هاماً للزراعة، حيث يساهم سكانها في إنتاج المحاصيل الزراعية المتنوعة، بالإضافة إلى كونها منطقة سياحية تستقطب الزوار لما تتمتع به من مناظر طبيعية وأنشطة ثقافية.
تمثل ترشيحا رمزاً من رموز الوجود الفلسطيني، حيث لا تزال تحتفظ بمكانتها كجزء من التراث والتاريخ الفلسطيني المعاصر.
في الافتتاح، ألقى الدكتور المهندس “محمد السعيد” قائد لواء القدس، كلمة مؤثرة أكد فيها أن إقامة هذا الحدث في الظروف الراهنة تعد رسالة مهمة من مدينة حلب إلى الفلسطينيين في الشتات وأبطال المقاومة. وأبرز أهمية التمسك بالأرض وحق العودة، مشيراً إلى أن فلسطين ستظل عربية وعاصمتها القدس.
وشدد ًالسعيدً على أن مسيرة الجهاد والمقاومة ستستمر من جيل إلى جيل، حتى يتم تحرير كامل الأراضي المحتلة من أي احتلال. وأكد على ضرورة الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات الراهنة، ليظل صوت المقاومة عالياً ومسموعاً.
تلقت الفعالية دعم القضية الفلسطينية رسالة تأييد قوية من رافع الساعدي، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين / القيادة العامة. في برقيته، التي أُرسِلت من ترشيحا إلى القدس، عبّر الساعدي عن فخره واعتزازه بالمشاركين في الفعالية، مشيرًا إلى وحدة الأراضي الفلسطينية التي تمتد من ترشيحا الى القدس ومن قاسيون الى الجرمق ومن الجولان الى الجليل ومن دمشق الى القدس ومن النهر الى البحر،
أكد الساعدي بوضوح التزام المشاركين بالحفاظ على العهد، مشدداً على أهمية النضال بالكلمة والقلم والطلقة. وأوضح أن الهدف الرئيسي هو تحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها. إن هذه الرسالة تعكس الروح الوطنية والتضامن المستمر في مواجهة التحديات.
تؤكد برقية الساعدي على وحدة الصف الفلسطيني وقوة العزيمة لدى الشعب الفلسطيني في سعيه لتحرير أراضيه.
في الختام، تم تسليم مفتاح العودة من جيل النكبة إلى جيل العودة والتحرير، معبرًا عن الأمل المستمر والتطلع إلى استعادة الحقوق السليبة. هذه اللحظة تجسد إرادة الأجيال المتعاقبة في تثبيت الهوية الوطنية وتعزيز النضال من أجل حرية واستقلال الشعب الفلسطيني. إن تسليم المفتاح يمثل رمزًا للكرامة والصمود، ويعكس التزام المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام العادل.