Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير
أخر الأخبار

المرأة العاملة.. معاني الفُرص وواقع التحديات

المرأة العاملة.. معاني الفُرص وواقع التحديات

تفاقُم صعوبة الوضع الاقتصادي على جميع الأصعدة الحالية منها العالمية بما يخص النزاعات السياسية وصراعات الحروب وما يتمخض عنها من عقوبات اقتصادية تفتك المجتمع.

إضافة إلى ظهور فيروس كورونا وتجنيده العالم أجمع ضمن بوتقة الوقاية والعلاج وما يتبعهما من أزمات عمل وصحة العاملين، إضافة إلى الظروف الاجتماعية التي نتجت عن ما ذكرناه من غلاء أسعار، وارتفاع مستوى البحث عن حياة اجتماعية واقتصادية أفضل.

كل ذلك أدى إلى تبلور عمل المرأة في المجتمعات عامة وفي المجتمعات العربية خاصة، فضلاً عن ما كان موجود سابقاً من النساء العاملات إلا أن تفاقم الوضع أدى إلى تحدي المسؤولية لدى المرأة والتحاقها بشكل أكبر وأقوى إلى سوق العمل.

ولأن المرأة بطبيعتها السيكولوجية تواظب على صقل شخصيتها بالأفضل، وتوسيع دائرة معرفتها وخبرتها في الحياة فإن هذا يعتبر الدافع الثاني بعد دافع تردي الوضع الاقتصادي الذي يمنح المرأة قوة إرادة لتحمل العمل وتحدياته، بل وفي أغلب الأحيان تريد التميز والمنافسة على التميز الدائم.

حتى في وضع الحروب ظهر دور المرأة العاملة بقوة، من عاملات غطينَ شواغر الرجال في المؤسسات الحكومية، والورشات الصناعية، والمناصب الإدارية التي أثبتت وجود المرأة العاملة في مكان آخر غير المنزل والواجبات الأسرية، هنا نستطيع القول أنها حيث وجدت صنعت الأفضل، حسب طاقاتها الجسدية أو العلمية أو الإدارية.

حتى سيدة المنزل التي تعنى بأطفالها هي امرأة عاملة، فقد كان عملها ولازال حتى الآن في الكثير من العائلات العربية يأخذ منحنيين، الأول وجودها كأم وما ينتج عن هذه المسؤولية من مهام تربوية واجتماعية واخلاقية، والثاني مهامها كأب في غيابه عن الأسرة، سيما في حال التحاقه بالجيش أو سفره خارج البلد، بالتالي تأخذ المرأة في حياتها على هذا الوضع الصيغة العاملة الأقوى، فواجبات الأب تجاه المنزل كبيرة، حتى توجُه الأب إلى الأبناء في العديد من الظروف التربوية والأخلاقية تأخذ الأم مكانه بالفطرة، لأن العقل الباطن لديها يفرض عليها واجب تقويم سلوك وأفكار الأبناء، وحتى في متابعة دراستهم وظهورهم الاجتماعي بين الآخرين.

دور استثنائي

السيدة نعمة إبراهيم، تعنى بأطفالها الثلاثة في غياب زوجها الملتحق بالجيش، قالت، في حديث خاص لمركز الإعلام الدولي: “أنا معلّمة في مدرسة قريبة من المنزل، وزوجي في الجيش، ولأن عمله يتطلب وجوده بشكل كبير في دوامه، فإني أحرص على تلبية حاجات المنزل في غيابه، إضافة إلى تقديم واجباتي كأم، هنا أستطيع جمع مهامي اليومية التي يوجد فيها ثلاثة مناحي عمل، “الأم، الأب ومعلمة مدرسة”، بالحقيقية أشعر بمسؤولية كبيرة، لأني أحب زوجي الذي يقوم بعمله المقدس تجاه الوطن، وأحب عملي تجاه أبنائي في المنزل، وأيضاً أحب عملي التعليمي والتربوي في المدرسة، سيما أني كنت أحلم منذ الطفولة أن أصبح معلمة في يوم ما، ودرست بجهد في الجامعة من أجل حصولي على عملي كمعلّمة، بالتالي ومقارنة بين مسؤولياتي وتعبي اليومي مع طاقة الحب التي ذكرتها فإني أشعر أنني في مكاني المناسب، أشعر بالتعب الجسدي لكن محبتي لما أعمل والهدف من عملي تمنحني الصبر والمثابرة”.

دوافع اجتماعية واقتصادية

ولابد من التعرّف على دوافع عمل المرأة، وأن تكون متمكنة مالياً سواء كانت متزوجة أو عازبة، ومن تلك الدوافع:

– مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة: ارتفع معدل التضخم في العقود الأخيرة مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، كما أن كل أسرة تسعى إلى الحصول على مستوى معيشة أعلى من المتوسط للعديد من الأسباب والتي يمكن أن تتمثل بامتلاك منزل جيد، وإرسال الأطفال لمدارس جيدة وغيرها من الأمور، وتستطيع الأُسر ذات الدخلين تحقيق ذلك بشكل أفضل، فالمرأة العاملة تستطيع المساعدة على تحقيق الأهداف المالية.

– مواجهة المشاكل الطارئة: تحاول كل أُسرة الاستعداد لأي مشكلة طارئة، فعندما يكون الرجل هو المعيل الوحيد للأُسرة، يظهر قلقاً شديداً عند حدوث أي مشكلة وخصوصاً عند التعرُض لترك العمل، لذا من المهم وجود عمل للمرأة لمواجهة مثل تلك المشاكل.

– الشعور بالمسؤولية وتعزيز الروح المعنوية: إن الأشخاص المستقلين مالياً يكونون أكثر قدرة على الاعتماد على النفس واتخاذ قراراتهم بأنفسهم، ويزيد ذلك من قدرتهم على مواجهة مشاكل وضغوطات الحياة بثقة عاليةٍ، وتعتمد كثير من النساء غير العاملات على الوالدين، أو الزوج، أو الأخ، لتحقيق تلك الأمور، أما المرأة العاملة فإنّها تستطيع تحقيق رغباتها وشراء ما تريده دون الاعتماد على ذويها كونها مستقلة مالياً.

الحد من الشعور بالعجز: قد يتعرض البعض للإساءة نتيجة الاعتماد على الغير في الحصول على المال وتلبية الاحتياجات، لذا من المهم أن تكون المرأة مستقلة مالياً لأن ذلك يساعدها في عدم الاعتماد على غيرها وبالتالي عدم شعورها بالعجز.

– اعتبار المرأة العاملة نموذجا يحتذى به: يمكن اعتبار المرأة القادرة على دعم احتياجات أسرتها من مختلف النواحي المالية، والعاطفية، والاجتماعية، نموذجاً يحتذى به وقدوةً جيدة لأطفالها، كما أنها مصدر إلهام للفتيات الأصغر سنا، حيث يحفّز ذلك طموحهن بالعمل وسعيهن للوصول إلى الاكتفاء الذاتي عندما يكبرن.

فوائد متعددة لعمل المرأة

أما فوائد عمل المرأة فهي متعددة تحمل مناحي اقتصادية واجتماعية وتربوية ونفسية، وذلك قد يشغل تفكير أي امرأة مقبلة على العمل بجانب ما تقوم به من عملها في وظيفتها الأساسيةّ كأم وزوجة أو حتى عازبة بالتالي لا بد من توضيح الفوائد:

– فوائد عمل المرأة الاقتصادية: من الفوائد الاقتصادية لعمل المرأة هي أن عملها يندرج في سياق تطبيق حقوقها في كسب المال، ويشمل ذلك قدرتها والسماح لها بالوصول إلى سوق الأعمال، والحصول على عمل جيد يليق بها، وذلك يزيد من قدرتها على المشاركة في صنع القرار الاقتصادي على جميع الأصعدة بدايةً من الأسرة وحتّى المؤسسات والمحافل الدولية، كما أن عمل النساء من شأنه أن يزيد من مستوى التنمية الاقتصادية لأي بلد فيقل الفقر ويعم الأمن الغذائي، فعمل المزيد من النساء يزيد الإنتاجية مما يؤثر بالإيجاب على الواقع الاقتصادي العام، ويأتي التحصيل العلمي للنساء في المقدمة قبل العمل، فكلما كان تحصيل المرأة العلمي أعلى كلما استطاعت أن تشارك في سوق العمل والاقتصاد أكثر.

قيمة معنوية لمبدأ التعاون

المختصة في الاقتصاد، الآنسة ديمة حاتم، في حديث خاص لمركز الاعلام الدولي في العراق، نوّهت الى:” ان تحسين الوضع المادي للأسرة يعتبر من أهم فوائد عمل المرأة على الصعيد الاقتصادي، اضافة لقيمة وجود التعاون بين الزوجين في المصاريف العائلية، مما يؤدي إلى تحقيق متطلبات الابناء وزيادة رفاهيتهم، أما الفائدة على صعيد المجتمع فهي تحسين نسبة الانتاجية وزيادتها، والجدير ذكره أن هناك وظائف تتطلب وجود المرأة ويكون التعامل معها أسلس من قبل النساء، كما نستطيع القول أن إنتاجية عمل المرأة بمؤسسات الدولة يوازي إنتاجية عمل الرجل، بل ان في الوقت الحالي ازداد عمل النساء العاملات في مؤسسات الدولة وأصبحت نسبتهم كبيرة، طبعا بسبب التحاق اغلب الرجال والشباب بالجيش، أو بسبب سفرهم، بالتالي إن مسؤولية المرأة بغياب رجلها الذي يعتبر مصدر دخل، تكون حافز لها من أجل زيادة الإنتاج والدخل المادي، فهي اكيد سوف تبحث عن مصدر للدخل، فتلجأ للعمل، نهاية نستطيع القول أن المرأة العاملة في جميع مناحيها واختصاصاتها العلمية والعملية، هي قوة اقتصادية تنعكس على الصعيد الخاص بها، وايضا على الصعيد العام الخاص بميزانية الدولة من خلال اعتبارها يد عاملة أو علمية أو إدارية، يصب نتاجها في المصلحة العامة”.

اهمية اقتصادية

من جانبها، عبّرت المختصة في الاقتصاد الزراعي، الآنسة رشا دوير، عن الاهمية الاقتصادية لعمل المرأة الريفية، قائلة:” نظراً لطبيعة تكوين المرأة العاطفية وحبها للمساعدة ومساندة اسرتها اضافة الى قدرتها على تحمل المسؤوليات وعنفوانها للارتقاء باي شيء بسيط وتحويله الى فعل خلّاق، بدأت المرأة الريفية تتكاتف مع الرجل لرفع المستوى الاقتصادي في المنزل، وذلك من خلال مساعدتها له في الاعمال الزراعية، اضافة الى خلق صناعات زراعية ومهن حرفية من خلال الموارد الزراعية والثروة الحيوانية، حتى بأبسط تقدير تستطيع الحصول عليه، الا انها واظبت على انتاج المزيد الذي يعود مردوده المادي ايجابيا على الاسرة ثم على المنطقة التي تعيش فيها فوجود صناعات ولو كانت بسيطة او مهن حرفية حسب المستطاع في قرية ما يلفت الانتباه الى هذه القرية ويجعلها محط انظار واهتمام بالتالي مورد لاستقطاب التاجر او المشتري وهذا يؤدي الى ازدهار القرية التي تعيش فيها، وإن سلّطنا الضوء بشكل اوسع على القيمة الاقتصادية لعمل المرأة الريفية فإنها تساهم بشكل مباشر في تنمية اقتصاد الدولة التي تعيش فيها كعضو مشارك لا يمكن التغافل عن دوره في الاكتفاء الذاتي الذي يعتمد على المواد الخام المتاحة او المصنعة من قبلها، لتكون بذلك المرأة الريفية حلقة متممة لسلسة نساء عاملات يسهمن في تطوير الناتج الاقتصادي الذي يرفع من قيمة البلد”.

قيمة اجتماعية

– فوائد عمل المرأة الاجتماعية: في الحديث عن فوائد عمل المرأة على الصعيد الاجتماعي فإن عملها خارج منظومة الأسرة وتربية الاطفال هو تطبيق عملي لحقها في المشاركة في الحياة الاجتماعية، وهذا لا يلغي دورها الأساسي في التربية أو واجباتها كزوجة وربّة منزل، بل على العكس فإن عمل المرأة يعزز لها الثقة بنفسها أمام المجتمع فتصبح عنصرا فاعلا فيه، إضافة لذلك فإن المجتمع العادل الذي يتفهم قدرات النساء على العمل هو مجتمع متوازن ومتماسك الأطراف، ومجتمع صلب أمام أية تحديات قد تعترض طريقه سياسياً أو اقتصادياً.

فوائد تربوية

– فوائد عمل المرأة التربوية، أثير نقاش وجدل طويلان حول طبيعة الدور الذي يجب أن تؤديه المرأة في المجتمع من حيث ترتيب أولويات هذا الدور، وفيما يخص المجتمعات العربية بشكل خاص، فما زال عمل المرأة خارج منزلها أو سعيها وراء بناء مستقبلها المهني هو أمر غير مرغوب فيه وذلك بحجة تقصيرها في دورها داخل المنزل من تربية ورعاية ابنائها أو تقصيرها في واجباتها الزوجية بسبب هذا العمل، وعليه انقسم الفرقاء بين مؤيد لهذا العمل ومعارض له، وكل منهم يستعرض أدلته التي تدفعه للتأييد أو المعارضة، وككل القضايا التي تسبب جدلاً في المجتمع لا يمكن حسمها بكلمة واحدة أو برأي قاطع، ومما لا شكّ فيه هو وجود فوائد تأتي من عمل المرأة وبخاصّة على الصعيد التربوي، حيث جاء في بعض الدراسات الأخرى أنّه هناك آثار لعمل المرأة على تحصيل أطفالها الدراسي والعلمي، وكانت نتائج تلك الدراسات أنه هناك علاقة وثيقة وإيجابية بين التحصيلات العلمية العالية للأطفال في المدرسة وبين عمل أمهاتهم خارج المنزل، فقد تستطيع هذه الأم أن تجني مالًا أكثر بسبب عملها وهذا من شأنه أن يرفع مستوى المدارس التي يدرس فيها أبناؤها والوسط الذي يعيشون فيه.

– فوائد عمل المرأة النفسية: لا شك من وجود العديد من الفوائد النفسية التي تعود على المرأة من عملها خارج المنزل ودخولها في أسواق الأعمال التجارية والشركات الكبرى أو عملها في القطاعات التي تخص الإنسان كالطب أو التعليم، أو عملها في الوظائف الحكومية أو حتّى استلامها لمناصب عليا وقيادية في الدولة، أن عمل المرأة يؤمّن لها الشعور بالاستقرار إذا كان عملاً جيداً فهو يجعل منها إنسانة مستقرة ماديا ومتوازنة نفسياً كما يقيها من الإصابة بالاكتئاب بسبب العجز المادي.

المختصة في الإرشاد الاجتماعي، الآنسة زينب عبد الله، أكدت على فوائد عمل المرأة خلال حديث خاص لها الى مركز الاعلام الدولي في العراق قائلة: ” في ظل التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة منذ القديم وحتى يومنا هذا فالمرأة ليست نصف المجتمع كما يقال بل هي عنصر أساسي في مختلف النواحي وخاصة إذا كانت المرأة تعمل خارج المنزل أو داخله، فعملها كربة منزل وتحملها مسؤولية منزلها وعائلتها أيضا يضاهي عمل المرأة خارج المنزل، ولا يمكننا أن ننكر أهمية وفوائد عملها على الصعيدين التربوي والاجتماعي فمن الناحية الاجتماعية إن لعمل المرأة عدة فوائد ومنها:

– تطوير فكر المرأة.

– انخراطها بالمجتمع يجعلها أكثر معرفة وذكاء.

– تصبح قدوة لأطفالها وعائلتها.

وأضافت عبد الله، عن الأهمية التربوية لعمل المرأة بقولها:” من اهم الفوائد التربوية لعمل المرأة هو تحمل المسؤولية تجاه عائلتها وتنمية قدرتها في تربية أطفالها على اخلاقيات وانسانيات مختلفة، كما أن قيمة الشهادة التي حصلت عليها تنتقل الى سوق العمل والثقافة التي وصلت لها من خلال عملها وانخراطها بالمجتمع مما يسهل عليها عملية تعليم أطفالها وتربيتهم على الإرادة القوية والمثابرة على النجاح”.

ونوّهت عبد الله، إلى الفائدة الإنسانية من عمل المرأة بتأكيدها أن: “مما تحدثنا به سابقا فانه ينتج لدينا فائدة ثالثة وهي الفائدة الإنسانية أو القيمة الإنسانية لما تقوم به المرأة من تضحيات وأعمال شاقة، فهي تستطيع أن تنجز أكثر من عمل واحد في سبيل عائلتها وتأمين الراحة لها خاصة في السنوات الأخيرة التي حدثت فيها حروب عديدة واخص بالذكر المجتمع “العراقي والسوري واليمني”، أي باتت المرأة تأخذ دور الرجل ودور المرأة معها وفي عدة جوانب بالتالي اني ارى المرأة كائن عاطفي مليء بالمشاعر والأحاسيس، وهذا ما يترك لمسة خاصة في أي عمل تقوم به مهما كان، وهي قادرة أن تكون قوية عندما يتطلب الأمر وحساسة ورقيقة عندما يتطلب الأمر أيضا.. فإنهن المؤنسات الغاليات”.

الموارد البشرية عصب التطور والنمو

ولأن المرأة العاملة تعتبر من مصادر الموارد البشرية المهمة، نوّه المختص بالمركز الدولي لتنمية الموارد البشرية، السيد ابراهيم محرز، في حديث خاص له إلى مركز الاعلام الدولي في العراق بقوله: “في العالم المتطور المتسارع كل دقيقة يوجد شيء جديد، فهناك تطوير ايجابي وأيضاً يوجد توقف سلبي، فالتطوير الايجابي هو عندما نفكر بشيء استراتيجي لبناء وتطوير وتنمية مجتمع واقتصاد، ايضاً لنحقق عدالة اقتصادية واجتماعية، والتوقف السلبي هو عندما نتعامل مع مصطلحات متطورة كعناوين براقة ولا نطور فكرنا وعقولنا، ونواكب الواقع الجميل الذي لا يكون جميل الا بوجود موارد بشرية فعالة في كافة مجالات العلم الحديث، فالموارد الموارد البشرية هي عصب اي تقدم وتطور ونمو، ولا يمكن لأي مجتمع في رقعة العالم الكبيرة أن يتقدم بلا موارد بشرية متكاملة، والموارد البشرية المتكاملة هي الرجل والمرأة فالمرأة عماد الاسرة، والأم مدرسة اذا اعددتها اعدت شعبا طيب الاعراق، بالمنطق الواقعي والتاريخي المشرّف ان الام مدرسة فعلا فهي تربي وتعلم وتعمل وتوجه وتساند وتدرب اطفالها واسرتها وهي الركن الذهبي في تطور اي مجتمع لذلك لا يمكن ان نبني اسرة او مجتمع ايجابي ناجح بدون مشاركة المرأة التي أثبتت أنها مورد بشري، فالإنسان يكون مورد بشري عندما يتدرب ويكتب ويكتسب خبرة ومهارة، ويتطور فكريا بشكل ايجابي وقتها تلقائيا يصبح قيمة مضافة لكل من حوله”.

وأكد محرز أن: “المرأة أثبتت أنها مورد بشري لأنها هي التي تطور ذاتها ومجتمعها كما تطور من حولها وتعمل على زيادة خبرتها، وهي ام مخلصة لتكوينها الانساني، زوجة مكملة، عاملة مجدة، طبيبة مبدعة، معلمة مؤثرة، مهندسة بناءة، موظفة متمتعة بكفاءة عالية، ومن خلال الاحصائيات الواقعية في اكثر دول العالم اثبتت المرأة نجاحها في كافة الميادين، لذلك يجب ان نعمل على دعمها وتدريبها وتطويرها”.

وأقترح المختص في الموارد البشرية: “ان نضع المرأة المبدعة في مكانها المناسب كمورد بشري، ولا نضع قيود امامها وذلك من خلال تطبيق القوانين في العمل مع مراعاة انها ام لديها اولاد، اي مراعاة ظروف حياتها فهي تعمل في المنزل وخارج المنزل، ويجب ان تمنح ميزات كي تستطيع ان تنتج بإيجابية، ويجب ان نعطيها عدد ساعات عمل اقل واجازات وعطل اكثر، وحوافز مادية ومعنوية لأنها انسان يتحمل ضغط كبير..”

ونوّه محرز إلى مزايا المرأة العاملة بقوله: “من مزايا المرأة كمورد بشري انها كتكوين انساني تتميز بالصبر الكبير والهدوء والمرونة كما تحمل صفات المثابرة والالتزام والصبر على الاهتمام المستمر بمن تحب، أولاد وعائلة، لذلك نجد انها مديرة ناجحة، طموحة، مربية فاضلة، طيبة متفائلة، عاملة منتجة باستمرار، حيث يظهر ذلك من خلال عاطفتها تجاه والديها وابنائها، قوة التحمل من حيث الانتاجية المستمرة، فهي عنصر ايجابي لعائلتها واولادها ولمجتمعها، لذلك لابد من تحفيز المرأة العاملة او المربية لأنها قيمة مضافة بكل الاماكن التي توجد فيها.”

وأوضح محرز بقوله: “المبدع يعني منتج، وبالتالي هو اكثر ابداع وهذا يعني انه شخص فعال كُفء متطور وهو تنموي وايجابي باستمرار، وهناك امثلة واقعية كثيرة في الطب والتعليم والصناعة والزراعة حيث اثبتت المرأة نجاحها المميز الملفت وتطورها الدائم واداؤها الايجابي لتحقيق اهداف المشروع الذي تعمل به، وأثبتت المرأة نجاحها بالمشاريع الصغيرة وتطويرها وتحقيق ارباح ونجاح وتطوير من خلال دراسة السوق واتقان مهنة وتطوير فكرة مبدعة اضافة الى تطبيقها على ارض الواقع، وادارتها بشكل متقن ومتميز، فالمرأة بعقلها المرن والمرونة اساس نجاح المورد البشري في مراحل تطوره بالحياة العملية، ونجاح المشروع، وايضا نجحت واصبحت سيدة اعمال في سوق العمل بشكل ايجابي متطور، وحديثا من اهم ادوات تطوير المورد البشري هي الحالة المعنوية للمورد حوافز بيئة عمل مريحة مزايا وادوات للتطوير وتدريب مستمر، وبناء الذات وزرع الطموح والتطور فكريا ان يؤمن المورد البشري ان العمل له فيقدم من كل قلبه عمل مبدع ويطور ويصبح العمل جزء لا يتجزأ منه، والمرأة اثبتت انها قادرة متمكنة من ذلك طبعا بالتكامل مع الرجل، فالمرأة مخلصة في انتمائها لأسرتها وعملها، ومني شخصيا اوجه تحية اجلال لأمي وامهات العالم وتحية محبة وتقدير لكل النساء العاملات المنتجات من منازلهن الى المجتمع الايجابي لكم محبتي واحترامي وتقديري”.

دراسات واستطلاعات متخصصة

وقدّمت منظمة العمل الدولية، ومؤسسة غالوب، خلال تقرير بعنوان “نحو مستقبل أفضل للمرأة والعمل: إيصال صوت المرأة والرجل” وصفاً غير مسبوق لمواقف وتصورات النساء والرجال عن العالم بشأن المرأة والعمل، تستند نتائج التقرير إلى استطلاع رأي عالمي أجرته مؤسسة غالوب في 142 بلداً وإقليماً، وشمل نحو 149 ألفاً من الرجال والنساء البالغين، كما يمثل آراء أكثر من 99 في المائة من السكان البالغين في العالم.

اوضحت النتائج أن 70 في المائة من النساء ومثلهم تقريباً “66 في المائة” من الرجال يفضلون أن تعمل المرأة في وظائف مدفوعة الأجر، وكل من هاتين النسبتين أكبر مرتين على الأقل من نسبة الذين يفضلون بقاء المرأة في المنزل، ويشير التقرير المشترك لمنظمة العمل الدولية ومؤسسة غالوب إلى أن النساء في جميع أنحاء العالم يفضلن العمل في وظائف مدفوعة الأجر “29 في المائة” أو في وظائف يستطعن فيها التوفيق بين العمل ورعاية الأسرة “41 في المائة”، أما اللواتي يفضلن البقاء في المنزل فهنَّ 27 في المائة ، والملفت أن نسبة الـ 70 في المائة التي تفضل العمل في وظائف مدفوعة الأجر تضم أغلبية ممن لسن حالياً ضمن القوى العاملة.

وحملَ كتاب عنوان “دور المرأة في الاقتصاد مؤشر لانطلاق ثورتنا الاقتصادية القادمة”، من تأليف أفيفاه ويتنبرغ كوكس، وأليسون ميتلاند، وضحّوا خلاله أن المرأة هي نصف السوق، وتمثل النساء غالبية مصادر المواهب، ويتخذن ما نسبته 80% من قرارات شراء السلع الاستهلاكية، ويجمع الكتاب بين دفتيه تشكيلة من الفرص المتوافرة للشركات التي تعي فعلاً البواعث المحفزة للنساء في مكان العمل وسوق العمل في شتى أرجاء العالم.

إعداد : الزميلة غانيا درغام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى