في الأونة الأخيرة شهد قطاع غزة ولبنان زيادة ملحوظة في انتهاكات حقوق حرية الإعلام وحرية التعبير تواجه الصحافة في هذا القطاع تحديات خطيرة وتصرّفات قمعية تقوّض استقلاليتهم وتعيق توثيقهم للأحداث المهمة والانتهاكات التي يتعرض لها السكان
قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتل عدد كبير من الصحفيين الذين يعملون على توثيق جرائم العدوان وتسليط الضوء على مأساة الأهالي في قطاع غزة ولبنان بالإضافة إلى ذلك قررت سلطات الاحتلال قطع خدمات الإنترنت عن قطاع غزة مما يعد ضربة قاصمة ضد حق الصحافة واختراقاً لحق المواطنين في الوصول إلى المعلومات
قطع خدمات الإنترنت يعتبر تكتيكاً جديداً لقمع حرية التواصل وتعتيم الحقائق حيث يُطبّق الاحتلال الإسرائيلي سياسة تكميم الأفواه وتعتيم الحقائق بقطع وسيلة الاتصال الحيوية التي تسهم في نقل الأحداث وتوثيق الحقائق وإلقاء الضوء على الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين في غزة ولكنها أيضاً أصبحت هدفاً رئيسياً لسياسة القمع والتضييق من قبل الاحتلال
لقد تعرضت وسائل الإعلام ومكاتب الصحف في قطاع غزة لاستهداف وتدمير من قبل القوات الإسرائيلية مما أعاق عمل الصحافيين وحرمهم من قدرتهم على نقل الحقائق والأحداث وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي يدين هذه الجرائم فإن الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى قطع خدمات الإنترنت لقمع الحقيقة
إن قرار قطع خدمات الإنترنت عن القطاع إجراءً استباقياً يخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي للحفاظ على السرية والتستر على جرائمها الوحشية يعتبر هذا الإجراء انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية وحرية التواصل وحق الجمهور في معرفة الحقيقة إنه محاولة يائسة تُظهِر ضعف الحجة والإدانة الدولية لانتهاكات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني
من ناحية أخرى واجهت شركات التواصل الاجتماعي تحذيرات من الاتحاد الأوروبي بشأن المحتوى المؤيد للفلسطينيين وكشف الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين تجاوبت شركة “ميتا بلاتفورمز” مع هذه الضغوط وأعلنت عن إزالة المحتوى المتعلق بالقضية الفلسطينية عن منصاتها وذلك لتجنب تطبيق العقوبات القانونية اللاحقة حيث قامت بإزالة أكثر من 795 ألف منشور باللغتين العربية والعبرية للتعبير عن الدعم لفلسطين وبالتوازي مع ذلك شهدت شبكة التواصل الاجتماعي الصينية “تيك توك” سماحاً بنشر المحتوى المؤيد للفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية
ومن المثير للاهتمام أيضاً رفض “إيلون ماسك” مؤسس منصة “إكس” مسح أي محتوى يدعم الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية متجاهلاً تهديدات الاتحاد الأوروبي على الرغم من التحذيرات الاتحاد الأوروبي لشركات التكنولوجيا بشأن ضرورة حذف المحتوى المناصر لفلسطين.
لذالك يجب العمل على دعم حرية الإعلام وحق الصحافة في نقل الحقائق دون عقبات وينبغي على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات ضد حقوق الإنسان والحريات الأساسية وبحاجة إلى صوت قوي يدافع عن حرية الإعلام والصحافة ويعمل على تحقيق العدالة والسلام في شتى أنحاء العالم.
بقلم : علي كبره
وكالة الآن الإعلامية