تهدد الأمراض النفسية العديد من دول العالم والمجتمعات المختلفة، منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا، بالتالي لابد من تعلّم أساسيات الصحة النفسية بجميع نواحيها لتتكون لدى الجميع دائرة الوعي التي تحقق النجاة من ضعف الشخصية والأمراض التي تهددها.
وتعرف الصحة النفسية على أنها قدرة الفرد على التعامل مع البيئة المحيطة به وتغليب حكم العقل على الانفعالات التي تنتج بتأثره في العوامل التي تدفعه للغضب، القلق، أو غيرها. ايضاً إن الصحة النفسية هي مجموعة الإجراءات والطرق التي يتبعها الأفراد في المحافظة على نفسية متوازنة، كي يتمكنوا من إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجههم.
ومنذ ظهور علم النفس في العصور القديمة، كان الاهتمام منصبّاً على دراسة النفس والروح ومعرفة أصلها، لكن كانت الدراسات النفسية غير مبنية على أُسس علمية، ثم ما لبث أن ربطها العلماء في العصور المتقدمة بعلم الشعور الذي يعد أهم ظاهرة عقلية،
وأصبح علم النفس يعتمد على دراسة سلوك الإنسان وتصرفاته وأعماله، بسبب ارتباطها بنفس الإنسان النابعة من وعيه أو لا وعيه، فاللاوعي أو اللاشعور قد يشكل جزءاً أساسياً من تصرفات الإنسان وأفكاره.
رأى بعض العلماء أن مدلولات النفس ومكنوناتها ومستوى سلامتها وتوافقها ليست مادية ملموسة من الممكن قياسها، انما يستدل عليها من خلال السلوك الخارجي للفرد وتفاعلاته واستجاباته وتختلف تعريفات الصحة النفسية باختلاف المجتمعات وثقافتها والقواعد السلوكية التي تجري بها وباختلاف المعتقدات والثقافات التي يتبناها العلماء.
وبناء على ذلك فإن التعريف البسيط والشامل للصحة النفسية هي حالة الفرد السائدة والمستمرة التي يكون فيها مستقرا أو متوافقا نفسيا أو اجتماعيا.
يأتي ذلك إضافة إلى الشعور بالسعادة مع الذات ومع الآخرين وبالتالي القدرة على تحقيق وتقدير الذات واستغلال المهارات والكفاءات الذاتية بأقصى حد ممكن، أي أنها السمة الإيجابية التي يتمتع بها سلوك الفرد واتجاهاته تجاه ذاته وتجاه الآخرين فيكون بذلك فردا سعيدا ومتوازنا وحسن الخلق.
وقد عرَّفت مجموعة من المدارس المتخصصة الصحة النفسية كالتالي:
– تعريف مدرسة التحليل النفسي: يمثّل هذه المدرسة عالم النفس فرويد، وعرف الصحة النفسية بأنها القدرة على القيام بالعمل، طالما أن الإنسان لا يعاني من أي مرض يمنعه من ذلك، وبالتالي تعتبر هذه المدرسة الصحة النفسية بأنها نقيض للمرض.
– تعريف المدرسة السلوكية: هي اختيار الفرد للسلوك المناسب مع المواقف التي تواجهه، بالاعتماد على الأفكار الاجتماعية التي اكتسبها من المجتمع الذي يعيش فيه.
– تعريف المدرسة الإنسانية: يمثل هذه المدرسة العالم ماسلو، وعرف الصحة النفسية بأنها امتلاك الإنسان شخصية سوية، تساعده على التعامل مع الأحداث التي تحدث معه، وتختلف عن الشخصية غير السوية والتي لا تتمكن من التعامل بشكل جيد مع الأحداث المحيطة بها.
تؤثر الصحة النفسية على الحياة اليومية للإنسان وهذا يشمل العلاقات الاجتماعية والصحة الجسدية، ويضمن تمتع الانسان بصحة عقلية مثالية تحقق راحة عاطفية ونفسية واجتماعية له، لأنها تحدد كيف يفكر ويشعر ويتصرف، كما أنها تساعد في تحديد كيفية تعامله مع التوتر، والتفاعل مع الآخرين، واتخاذ القرارات الجيدة.
وعن أهمية الصحة النفسية فهي عظيمة حيث تعود على الفرد والمجتمع في آن واحد لأنها تزرع السعادة والاستقرار والتكامل بين الافراد كما ان لها الدور المهم في اختيار الاساليب العلاجية السليمة والمتوازنة للمشكلات الاجتماعية التي قد تؤثر في سلامة عملية النمو النفسي للفرد:
– الاستقرار الذاتي للفرد فتكون حياته خاليه من التوترات والمخاوف والشعور الدائم نسبيا بالهدوء والسكينة والامان الذاتي.
– الصحة النفسية تنشأ افرادا مستقرين وأسوياء فكلما كان الاهل يتمتعون بالقدر المناسب من الصحة النفسية كانت امكانية تنشئتهم لأطفال اسوياء نفسيا اكبر، فالأسرة المستقرة نفسيا تتمتع بالتماسك والتآزر إضافة للقوة الداخلية، والخارجية، بالتالي هي تزيد المجتمع قوه وتماسكا.
– الصحة النفسية تتيح للفرد الفرصة بفتح افاق نفسه والقدرة علي فهم ذاته والآخرين من حوله وتجعله اكثر مقدره علي فهم الاخرين من حوله، كما تجعله اكثر مقدرة على السيطرة وضبط العواطف والانفعالات والرغبات وتوجيه السلوك بشكل سليم بعيدا عن الاستجابات.
– تمتع الفرد بالصحة النفسية تجعله اكثر قابلية للتعامل الايجابي مع المشكلات المختلفة وتوازن الانفعالات عند الوقوع تحت الضغوط الحياتية المختلفة والتغلب عليها وتحمل المسؤوليات حول الهرب والانسحاب.
– الصحة النفسية تجعل الفرد متوافقا مع ذاته متكيفا مع مجتمعه، فغالبا ما تكون سلوكياته سليمة ومحبوبة ومرضية لمن حوله.
– أيضاً للصحة النفسية الاهمية الكبرى علي الصعيد الاقتصادي والمجالات الانتاجية وتحقيق مبدأ التنمية الاجتماعية، حيث إن للفرد المتمتع بالصحة النفسية قابل لتحمل المسؤولية واستعمال طاقاته وقدراته وكفاءاته إلى الحد الأقصى، فالشخصية المتكاملة للفرد تجعله اكثر فاعلية وانتاجية.
العنف والنزاعات والارهاب.. آثار طويلة المدى
تتعدد التأثيرات السلبية على حالة الفرد النفسية التي تكون رهن ظروف قاهرة، وبالنسبة لأولئك الذين عاشوا “الإرهاب، الاضطهاد، الحاجة، العنف، الكوارث الطبيعية أو الحروب”، فيكون لديهم البقاء على قيد الحياة أكثر من مجرد استتباب صحة الجسد، فحتى بعد علاج إصاباتهم الجسدية، يمكن أن تبقى الجراح النفسية متواريةً عن الأنظار، بالتالي لابد من العمل على شفاء الجراح النفسية للمرضى من خلال الاستماع إليهم ودعمهم وتوفير الرعاية الصحية النفسية، كي لا تنتهك حياتهم التجارب الصادمة التي عاشوها.
تحدثت السيدة الهام، إلى مركز الاعلام الدولي في العراق بقولها: “كنت أعيش مع عائلتي المكونة من زوجي وطفلي في حي سكني شعبي مسالم جدا، وكان أهلي يعيشون في حي قريب منا، وكنا في حالة وفاق عائلي جميل جدا، المقتدر منا يساعد الآخر ونجتمع في كل المناسبات الجميلة، كل منا يساعد الآخر كي تكون حياته أفضل، لكن عندما دخل الإرهابيين إلى مدينتنا تشوّهَ كل شيء جميل، وقُتل الأبرياء الذين كان منهم أحد عشر فرداً من عائلتي وزوجي في يوم واحد، لم يبقى لي إلا ولدي الذي أخذته وهربت به الى محافظة أخرى، كي أوفر له العناية اللازمة لأنه بات لا يملك في الدنيا إلا أنا لأربّيه، وصرت اعمل في الأرض بقطف الليمون والبرتقال كي أعين نفسي ماديا، إضافة لتعاون بعض الأهالي معي في الحصول على بعض الإعانات والعمل في المنازل، بعدما كنت سيدة منزل مع زوجي واعيش بحالة مادية جيدة جدا، هذا التحول في حياتي وفقدي لزوجي مع اهلي أثر على حالتي النفسية فكنت دائمة البكاء بصمت، كنت أشعر بالقهر حتى أنني كنت في مرة اقطع الشارع وانا أبكي وتعرضتُ لحادث سيارة، واسعفني الناس، وساعدني جيراني في الشفاء، وكان ولدي في الصف الثاني أيضا يعاني معي، خاصة عندما تعرضتُ للحادث وكان يبكي ويتألم عندما يراني في الفراش، فقررتُ أن أكون قوية من أجله لأنه طفل ويجب أن يعيش حياة طبيعية كباقي الاطفال، وأنا لم يعد لي سواه في هذه الدنيا، فلجأتُ إلى عيادة طب نفسي، وساعدني بعض الجيران بوقوفهم الى جانبي، الى أن اصبحت قوية اكثر رغم الالم في داخلي، لكني أريد أن يعيش ولدي بخير، وهذا الدافع هو الذي أخرجني من حالتي النفسية المرضية”.
دور التكاتف والتعاون في معالجة الامراض النفسية
وفي خضم المعاناة من الحياة وقسوة الأمراض والحالة الاقتصادية المتردّية وحالات التعنيف التي تقودها دول معينة ضد دول أخرى، بات العنصر الأضعف هو الإنسان الذي تعرض لكل هذا، لكن بحسب أنواع الشخصيات لابد من وجود شريحة اجتماعية قوية الشخصية وتسعى بالخير الى بث الطاقة الإيجابية، وهذه الصفة يملكونها بالغريزة وقوة قدرة العقل في التحكم بهم، هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا أحد أفراد أسرة أو الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء، وهنا لابد من التنويه إلى دورهم الفعال في تحسين الحالة النفسية للأفراد الذين يعانون من حالة نفسية مرضية، حيث قال السيد وسام لمركز الاعلام الدولي: ” لقد عانى أحد أبناء الجيران من حالة نفسية مرضية، وهو شاب وحيد يعيش مع أمه وأخته أما والده فتوفى قبل عدة أعوام، وكان هذا الشاب من خيرة شباب القرية لدينا ويتصف بأدبه وأخلاقه وصدقه في المعاملة، لكن قام أعمامه بالاحتيال عليه وسرقة إرثهُ منه، وبات يعمل في الزراعة منذ الصباح الباكر حتى آخر الليل، ويقضي وقتا طويلا بشكل يومي في العمل من أجل إعانة أمه وأخته التي تدرس في الجامعة، ويبدو أنه كان يشعر بالحزن على وضعه فأصبحت حالته النفسية تتدهور إلى أن أصبح يصرخ في الليل ويركض خلف السيارات في الطريق ويهاجمها أيضاً يشتم كل من يحاول الحديث معه، ولأني كنت أعتبره كأحد أفراد عائلتي وكنت أشعر بالظلم الذي تعرض له وقفت إلى جانبه، بقيت فترة وأنا أحاول التقرب منه ونيل ثقته إلى أن أتيت بالطبيب النفسي إلى منزله وأعطاه الدواء المناسب، وأوصاني الطبيب بالوقوف إلى جانبه لأن حالته المرضية أساسا كان سببها الشعور بالوحدة وعدم الثقة بالآخرين، فتناوبتُ على رؤيته في اليوم أكثر من مرة ومعاملته كشاب طبيعي له شخصيته وأعطيته الأمل بالصبر والإيمان بالله واثبات ذاته بالعمل، وكنت آخذه في نزهات وأداوم على تقويم ثقته بنفسه إلى أن أصبح بحالة نفسية أفضل والتزمَ بأخذ الدواء، وبعد فترة عاد كما كان ذلك الشاب الودود الذي يعمل من أجل عائلته”.
وجهة نظر تخصصية
وبالتطرق لأهمية اللجوء إلى العيادات الطبية النفسية وعدم اهمال المصاب لنفسه أو اهمال أسرته له، قالت الدكتورة نجلاء أحمد السويل، في حديث لموقع الاعلام الدولي:” مع بساطة الحياة في السابق كانت المشكلات اقل تعقيداً من الوقت المعاصر، وكانت معاناة الإنسان في حياته تدور حول تحقيق أهداف قريبة المدى ربما لا تتجاوز في كثير من الأحيان الحاجات الأساسية للحياة كالمأكل والمشرب والسكن بل حتى تلك الأهداف كان الحصول على أقلها هو أمر مقنع بالنسبة للفرد، وبناء عليه فإن الجانب النفسي كان لا يشكل حيزا كبيرا يذكر، بمعنى أنه ليس هناك ما يعرف بالمشكلات النفسية، وحتى إن وجدت فهي تعالج من خلال الترابط الاجتماعي بصورة بسيطة وتلقائية، وذلك كان عصب الراحة النفسية في السابق، فالفرد يستطيع أن يشكو حاله لأقاربه أو أصدقائه، وكانت تلك الأوضاع تتواكب مع عديد من السمات الإنسانية الإيجابية كالنخوة والشهامة، تلك التي كانت السند النفسي غير المقصود، الذي كان مفتاحا ناجحا لعديد من الأزمات، أما في الوقت الحالي، حيث كثير من الأسر المفككة وكثير من الروابط الهشة التي تعتمد فقط على التنافس الاجتماعي من حيث المظهر الأجوف في ظل غياب المفهوم الحقيقي للتقارب الاجتماعي، إضافة إلى صعوبة الحياة وكثرة الأهداف والمتطلبات التي تقع في الزمن المعاصر على عاتق الإنسان، فلم يعد يقنع كالسابق، ولم يعد يرض بالقليل. وتضيف د. نجلاء” كل تلك العوامل مجتمعة هي سبب في انتشار الأمراض النفسية والمشكلات النفسية السلوكية دون أي قنوات مريحة للتنفيس، وفي ضوء تلك الظروف فإن وجود العيادات النفسية هي الحل الأمثل لتلافي الدخول في نفق المرض النفسي، فكثير من الناس لا يعرف كيف وأين يشكو مشكلاته، لأنهم ربما يفتقدون لمن يسمعهم وبالتالي هم يفتقدون أيضا لمن يقدم لهم خطوات الحلول الصحيحة لمشكلاتهم منذ بداياتها”.
أما عن سبل العلاج من الاضطرابات النفسية فهناك العديد من الطرق المتبعة، والتي تشمل:
1- الأدوية:
تقوم الأدوية عادة بتحسين الأعراض المرافقة للاضطرابات النفسية وليس التخلص الكامل منها، ويعتمد الدواء الموصوف على نوع الاضطراب، وتشمل تلك الأدوية..
الأدوية المضادة للاكتئاب: تساعد في علاج عدد من الإضرابات النفسية، مثل “الاكتئاب، القلق، الحزن، فقدان الأمل، سوء التركيز، وفقدان الطاقة”، وهذه الأدوية لا تُسبب الإدمان.
الأدوية المضادة للقلق: تنقسم الأدوية المضادة للقلق إلى قسمين، وكلاهما يعمل على علاج اضطرابات القلق، مثل القلق العام أو نوبات الهلع، الأول يعمل مثل مضادات الاكتئاب ويتم أخذه لفترة طويلة، والآخر سريع المفعول إلا أنه قد يسبب الإدمان.
الأدوية المحسنة للمزاج: تعمل على علاج بعض الاضطرابات المتعلقة بالمزاج، مثل اضرابات ثنائي القطب، كما يمكن استخدامها مع الأدوية المضادة للاكتئاب من أجل علاج الاكتئاب.
الأدوية المضادة للذهان: تختص في علاج اضطرابات الذهان، مثل انفصام الشخصية كما يمكن استخدامها مع مضادات الاكتئاب من أجل علاج الاكتئاب.
2- العلاج النفسي:
يقوم الطبيب أو الأخصائي النفسي بتحديد نوع العلاج النفسي المناسب للحالة بعد الحديث إلى المريض، وتشمل بعض أنواع العلاج ما يأتي:
العلاج النفسي الديناميكي: يعتمد هذا العلاج على افتراض وجود مشكلات مرتبطة بالمشاعر ليس لها حل نابعة من الطفولة، ويهدف هذا العلاج إلى حلها من خلال الحديث عن التجارب التي مر بها الشخص المعني، يستمر هذا النوع من العلاج عدة أشهر وقد يمتد إلى عدة سنوات.
العلاج النفسي الشخصي: يهدف هذا العلاج إلى تحسين علاقة الشخص مع المحيط من الأصدقاء والعائلة، بالإضافة إلى زيادة ثقته بنفسه خلال وقت يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، ويمكن لاستخدام هذا العلاج مع العلاج النفسي الديناميكي علاج الاكتئاب الناجم عن عدة أسباب، مثل: فقد عزيز أو الحزن أو صراع العلاقات او تغير الوضع الاجتماعي مثل الزواج أو الأمومة.
العلاج السلوكي المعرفي: يعتمد هذا العلاج على تحديد مفهوم الصح والخطأ عند الشخص المعني ومحاولة تغيير تصوراته حول نفسه والآخرين، ويعد جيد للأشخاص غير القادرين أو الرافضين أخذ أدوية منع الاكتئاب.
3 – علاجات تحفيز الدماغ:
يتم اللجوء إلى علاجات تحفيز الدماغ بعد فشل كل من الأدوية أو العلاج النفسي في حل المشكلة، ويهدف هذا النوع إلى علاج الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، ويتمثل من خلال: الصدمات الكهربائية أو تحفيز أعصاب الدماغ.
4 – العلاج في مستشفيات الاضطرابات النفسية:
تتطلب بعض الحالات تلقي العناية المشددة في مستشفى الاضطرابات النفسية وذلك بسبب فقدان السيطرة على الاضطراب داخل المنزل أو خوفًا من إيذاء الشخص لنفسه أو للآخرين، يمكن أن تكون الإقامة ليوم أو إقامة طويلة.
5 – علاج التعاطي:
يرافق أحيانًا التعاطي، مثل تعاطي الكحول أو بعض الأدوية الاضطرابات النفسية، وفي حال لم يستطع الشخص الإقلاع عن التعاطي يمكنه اللجوء إلى الطبيب من أجل المساعدة.
ولابد من التنويه عن علاجات منزلية يمكن عند اتباعها المساعدة في العلاج، وتشمل:
-الالتزام بخطة العلاج.
-تجنب تعاطي الكحول والأدوية.
-ممارسة التمارين الرياضية.
-المواظبة على نمط حياة صحي، مثل: النوم لساعات كافية، وتناول طعام صحي.
تجنب اتخاذ القرارات المهمة أثناء وجود الأعراض، لأنه في ذلك الوقت لا يستطيع الشخص التفكير بطريقة سليمة.
-تحديد الأولويات وتنظيم الوقت.
كما إن للأسرة والأصدقاء دور في مساعدة الشخص المصاب نفسيا، وأهم مساعدة يستطيع أي فرد أن يقدمها للمريض هو أن يساعده في تقبل العلاج والاستمرار فيه وأن يتقبل تشخيص المرض وأنه فى حاجة للمساعدة الطبية حتى تزول الأعراض المرضية بعد عدة أسابيع، أو للبحث عن علاج آخر إذا لم تتحسن الحالة، وقد يحتاج أفراد الأسرة مصاحبة المريض للطبيب وتحديد مواعيد الاستشارة ومواعيد التحاليل الطبية إذا طلب الطبيب ذلك لمراجعة هل يتعاطى المريض العلاج أم لا.
المساعدة الثانية هي تقديم الدعم العاطفي للمريض، هذا يعنى القدرة على فهم المريض وفهم حالته ومعاناته والصبر معه والتعاطف والتشجيع المستمر حتى يجتاز الأزمة، “حاول أن تنشئ حوار مع المريض، حاول أن تستمع له جيداً وبإنصات، لا تحاول كبح العواطف التي يظهرها، ولكن أظهر دائماً الحقيقة أمامه وأعطه الأمل باستمرار، لا تتجاهل وجود أي علامات أو إشارات تنبأ عن أقدام المريض أو تفكيره في الانتحار، دون هذه الملاحظات وأعطها للطبيب المعالج ، حاول أن تدعو المريض لنزهة خارجية للذهاب للحدائق أو أحد الأنشطة الاجتماعية الأخرى، حاول أن تصر على دعوتك بطريقة لينه إذا رفض دعوتك، شجعه على المشاركة في أحد الأنشطة التي كانت تجعله سعيداً من قبل مثل بعض الهوايات أو الألعاب الرياضية أو الأنشطة الدينية أو الاجتماعية ولكن كن حذراً في ألا تضغط عليه أكثر من طاقته النفسية وقدرته على التحمل”.
أيضاً يعد ضغط العمل والروتين الناتج عنه أحد أسباب الأمراض النفسية، سيما خلال ممارسة الشخص لعمل لا يحبه لكنه مضطر له من أجل تأمين احتياجاته المادية، وتتفاقم الحالة مع وجود حالات مزعجة اجتماعيا او ماديا، بالتالي لابد من خلق جو مريح للعمل وتقبله بكل أحواله في حال عدم وجود غيره، اضافة للسعي من أجل تحسينه أو تغير واقعه المزعج.
والجدير ذكره أن الجميع بلا استثناء يتعرض يومياً لمصادر متنوعة من الضغوط الخارجية بما فيها ضغوط العمل والدراسة، والضغوط الأسرية، وضغوط تربية الأطفال ومعالجة مشكلات الصحة، والأمور المالية والأزمات المختلفة، كما نتعرض يومياً للضغوط ذات المصادر الداخلية أي أنواع الأدوية التي نتعاطاها، وبعض أنواع الطعام، أو كميته والمضاعفات المرضية، والآثار العضوية والصحية السلبية التي تنتج عن أخطائنا السلوكية في نظام الأكل أو النوم أو التدخين أو التعرض للملوثات البيئية، ومعالجة الضغوط لا تعنى التخلص منها أو تجنبها أو استبعادها من الحياة فوجود الضغوط أمر طبيعي، ولكل فرد نصيبه من الأحداث اليومية بدرجات متفاوتة، ويتفاعل الجميع مع الحياة، ليحقق طموحات مختلفة، خلال ذلك وبسببه تحدث أمور متوقعة أو غير متوقعة ومن ثم فإن علاج الضغوط لا يتم بالتخلص منها وإنما يتم بالتعايش الإيجابي معها، ومعالجة نتائجها السلبية.
قواعد لمعايشة الضغوطات والتغلب عليها
– معالجة الضغوط ومواجهتها أولاً بأول لأن تراكمها يؤدي إلى تعقدها وربما تعذر حلها.
– اجعل أهدافك معقولة، فليس من الواقع أن نتخلص من كل الضغوط والأعباء تماماً من الحياة.
– الاسترخاء في فترات متقطعة يومياً يساعد في التغلب على التوتر.
– الإقلال بقدر الإمكان من الانفعالات والغيرة وتعلم طرقاً جديدة للتغلب على الغضب والانفعال.
– محاولة حل صراعات العمل أو الأسرة بأن تفتح مجالاً للتفاوض وتبادل وجهات النظر دون ازعاج للآخرين أو لنفسك.
– تحسين الحوارات مع النفس، أي الحوار الإيجابي مع النفس وتجنب تفسير الأمور بصورة مبالغ فيها.
– تكوين دائرة من الأصدقاء والمعارف الذين يتميزون بالود وتجنب هؤلاء الذين يميلون للنقد والتصارع.
– أن توسع من اهتمامك وتوسع من مصادر المتعة وتنوع من خبراتك في السفر والتعارف والقراءة.
– وزع الأعباء الملقاة على عاتقك، وتعلم طرق تنظيم الوقت.
-تمهل، وهدى من سرعتك وإيقاعك في العمل.
– تعلم أن تقول كلمة ” لا ” للطلبات غير المعقولة.
– وازن بين احتياجاتك الخاصة للصحة والراحة ووقت الفراغ والترفيه وبين تلبيتك لمتطلبات الآخرين وإلحاحاتهم.
– الاهتمام بالرياضة واللياقة البدنية بما البدنية بما في ذلك:
“الرياضة، الراحة البدنية، العادات الصحية الطبية بما فيها تجنب التدخين، النظام الغذائي المتوازن والمناسب لظروفك الصحية والعمرية، حماية النفس من مشكلات البيئة كالتلوث والضجيج والحصول على استنشاق هواء صحي”.
إعداد : الزميلة غانيا درغام