Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مجتمع

تركيا تسببت في جفاف نهر الفرات وتستمر في احتلال الأراضي السورية

نهر الفرات

سوريا والعراق تعيش انتهاكًا صارخًا لحقوق الجوار من قِبَل تركيا بتقليص نسبة المياه والتدخل في مصادر المياه الحيوية، واجهت سوريا والعراق تحديًا محدقًا في الموارد المائية التي تشترك فيها مع تركيا عبر نهر الفرات وسدود عديدة.
أثارت سلسلة من الممارسات التركية السلبية الجدل في الأشهر الأخيرة، حيث تسببت في جفاف نهر الفرات الهام للسكان بالكامل، مما أثّر بشكل سلبي على الشعب السوري وحياتهم اليومية. وتعود هذه المشكلة الخطيرة إلى الضغط الذي تمارسه تركيا على القيادة السورية من خلال ملفات سياسية متعددة، بما في ذلك وجود قواعد عسكرية لها محتلة الأراضي السورية.
الاتفاقيات الدولية:
تعد اتفاقيات المياه الدولية من الأدوات الهامة التي تهدف إلى تنظيم تدفق المياه وحماية حقوق الدول في استخدامها. ومع ذلك، فإن تركيا تجاهلت هذه الاتفاقيات ولم تلتزم بها، مما تسبب في تأثير سلبي على مصدر المياه المهمة في سورية.
وتنص الاتفاقية الموقعة بين تركيا وسورية عام 1987 على أن تكون حصة سوريا من نهر الفرات 500 متر مكعب من المياه في الثانية، أما الآن لاتصل إلى الأراضي السورية سوى 200 متر مكعب من المياه في الثانية أي ما يعادل نصف الكمية.
من بين هذه الاتفاقيات الدولية الهامة، يمكن ذكر اتفاقية إطار الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (UNFCCC)، واتفاقية حماية الأنهار العابرة للحدود، واتفاقية المياه البحرية. وبالرغم من توقيع تركيا على هذه الاتفاقيات، إلا أنها تجاهلت التزاماتها وتستمر في انتهاك حقوق الشعب السوري والتأثير على مصدر المياه الحيوي في النهر.
الأسباب:

تعود أسباب هذا التصرف الاستفزازي إلى الزيادة المستمرة في الاحتياجات المائية الداخلية لتركيا، حيث تسعى الحكومة التركية إلى تلبية احتياجات سكانها وصناعتها. ولكن بدلاً من إيجاد حلول توافقية ومنصفة مع الدول الجارة، قامت تركيا بإجراءات إجبارية لتقليص نصيب سوريا والعراق من المياه، وتسبب بخفاف كبير في مساحة نهر الفرات في شرق سورية، مما يؤثر سلبًا على القوى الحيوية التي يعتمد عليها العديد من السكان في تلك المناطق
يوصل النظام التركي قطع مياه الفرات منذ شباط عام 2020، بشكل يهدد حياة ملايين السكان في مناطق الجزيرة السورية، وبانتهاك فاضح للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين السوري والتركي وللمواثيق والأعراف الدولية.
أحد الأسباب الرئيسية لجفاف نهر الفرات يعود إلى استمرار احتلال تركيا لأراضي سوريا. حيث تمتد الأراضي التركية داخل الحدود السورية، وهذا يؤدي إلى تأثير سلبي على تدفق المياه النقية وتوزيعها بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، قامت تركيا بقطع المياه عن الأراضي السورية، وهو إجراء متعمد يهدف إلى تعطيل النشاط الزراعي وتجفيف المزروعات. تدفق نهر الفرات يُعتبر مصدراً رئيسياً للمياه العذبة في سوريا، وتتوقف عليه العديد من المجتمعات السورية لتلبية احتياجاتهم المائية اليومية والزراعية.

الشعب السوري عطش بسبب الممارسات التركية:
إن تأثير جفاف نهر الفرات على الشعب السوري هو ضخم وكارثي. فالأهمية الحيوية للمياه العذبة في حياة البشر لا يمكن إنكارها، وخاصة في المجتمعات الزراعية والقروية التي تعتمد بشكل كبير على الري والزراعة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جفاف نهر الفرات يؤثر على الحياة البيئية والنظام البيئي في المنطقة، حيث ينقطع التدفق الطبيعي للمياه وتتوقف النباتات والحيوانات عن الاستفادة منه. يعاني الشعب السوري من ندرة المياه وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بذلك، وهذا لا يمكن تجاهله.

يتعين على المجتمع الدولي أن يوجه انتباهه إلى التداعيات المدمرة لتصرفات تركيا، وضمان حقوق الشعب السوري في المياه والحد من تأثيرات الجفاف على حياتهم اليومية والزراعية. إن الحفاظ على مصادر المياه الحيوية للدولة هو مسؤولية مشتركة يجب أن يكون لها الأولوية القصوى.
تركيا يجب أن تدرك أن احتياجاتها المائية لا ينبغي أن تتم على حساب حقوق الدول الجارة واستقرارها البيئي. يجب على المجتمع الدولي التدخل لضمان مستقبل مستدام وعادل للموارد المائية في المنطقة، ووضع ضغط على تركيا لتحركاتها غير القانونية وتعاونها البناء فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة.
إعداد وتحرير: صالح السليم – حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى