Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مجتمع

من شراء منزل إلى قرص الفلافل.. أحلام السوريين تتلاشى مع الغلاء

الأزمة المعيشية في سورية

تتلاشى أحلام الشعب السوري الاقتصادية يوما بعد يوم مع الارتفاع المتسارع في أسعار السلع وتدني قيمة الرواتب والتضخم الكبير الحاصل، حيث نسى السوريون أحلامهم وتخلوا عنها واحدا تلو الآخر.
الحلم الكبير الذي كان يراود كل شاب سوري بامتلاك منزل وبناء أسرة طار وأصبح حُلما بعيد المنال، إن لم يكن مستحيلا، كغيره من الأحلام التي بناها السوريين أملاً بغد أفضل، ومن كان يحلم بامتلاك سيارة صار همّه الأكبر توفير المال لشراء “لابتوب” حتى يستطيع العمل عليه، حيث لا يقل سعر اللابتوب بمواصفات جيدة عن 15 مليون ليرة، ومن كان يحلم بشراء موبايل أو تحديث جهازه الخليوي، وأصبح جلّ تفكيره يتمركز حول قدرته على شراء بنطال يحمل أكثر من 3 غسلات ولا تظهر العيوب عليه أو شراء حذاء جديد.
ومن كان يحلم بأبسط الأمور إن كان شراء فروج أو إقامة حفلة مشاوي في المنزل مع ظرف عصير، يضع على الوجبة التي يجب تتضمن فروج، قطعاً منه بدلاً من وضعه بأكمله، ويتمم باقي الوجبة بالمأكولات النباتية المعلبة، أو يسلق “جلد الفروج” كبديل عنه في الطبخ، ويتابع يومه بمراقبة نشرة الأسعارمتأملاً الفرج وانخفاضه بعد أن وصل سعره إلى نصف قيمة الراتب الشهري للموظف .
أحلام الأسرة بالخروج وتغيير جو والسير في الأسواق والجلوس على طاولة سريعة لتناول السندويش أو وجبات الشاورما أيضا طار هذا الحلم بعد ان حلق سعر الوجبة إلى 18 الف ليرة من دون عصير، وسندويشة البطاطا إلى 6 آلاف ليرة، والفلافل 5 الاف ليرة من دون مشروب، وتكلفة هذه المغامرة لعائلة مؤلفة من 5 اشخاص راتب موظف لشهر كامل إذا نفذ الحلم الكبير بطلب وجبات شاورما، و 30 ألف ليرة لوجبات البطاطا، و 25 الف ليرة لوجبات الفلافل فطار هذا الحلم الاقتصادي العظيم من قائمة الشعب السوري المسكين وتحول إلى عزيمة على قرص فلافل واحد لكل فرد.
اليوم مع تدهور هذه الأحلام نتيجة ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة وأوصلت هذا الشعب المسكين إلى درجة التخلي عن جميع أحلامه الاقتصادية وأحلامه بالعيش وسط ظروف طبيعية، وأكبر حلم لديه ان يستيقظ من دون مطالب ملحة لمرض أو لشراء الأدوية والذهاب للطبيب .
وحتى الحلم بالشفاء من الألم أصبح ممنوعا على هذا الشعب كون معاينة الطبيب وصلت اليوم الى 20 ألف ليرة، والأدوية أسعارها نار وبدأت تنفقد من الأسواق بعد الارتفاع التدريجي لسعر الصرف، علما أنه تم تعديل سعر الأدوية خلال العام الجاري ووصل سعر ظرف السيتامول الجيد الى 3000 ليرة، وظرف الالتهاب 18 ألف ليرة وقطرة دمعة العين على هذا الواقع والبكاء على هذه الاحلام 6000 ليرة .
وما نأمله أن يدرك الاقتصاديون مخاطر ترك الأحلام وتحويل الشباب الطامح إلى شباب تعيس وبائس والعمل الجاد للحفاظ على حلم تناول قرص الفلافل.
بزنس 2بزنس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى