واحدة من سمات هذه الحكومة، أن فريقها الاقتصادي غير متجانس أو غير متوافق.
والدليل على ذلك أن كل وزارة تنفذ سياسة مختلفة عن الأخرى، وبعضها أحياناً مناقض للتوجهات الحكومية المعلنة، لدرجة أن وصف “الجزر المعزولة” هو التعبير الأدق لعمل الوزارات… والأمثلة كثيرة.
ولا يخفى على المتابع للأداء الحكومي وخفاياه مثل هذا الاستنتاج، لكن بالنسبة إلى المواطن العادي، فهو متوهم أن هناك فريقاً حكومياً واحداً، ولا يتخذ قراراً إلا بالاتفاق، وبعد حوار عميق ومسؤول.
وأنا هنا لا أتحدث عن خلاف في وجهات النظر والأفكار بين وزراء الفريق الاقتصادي، فهذه خلافات مطلوبة ومفيدة لتحسين الأداء الحكومي وتعامله مع الأحداث والأزمات والقضايا الأساسية. لكن الخلافات من هذا القبيل شيء، وعدم التنسيق والاتفاق شيء آخر.
لا يمكن أن نصدق أن هناك تنسيقاً مثلاً بين السياسة المالية وبين السياسة الصناعية، إذ لو كان ذلك موجوداً، لكانت كل واحدة زودت الأخرى بالأثر المتشكل على الأرض لإجراءاتها، وما يستتبعه ذلك من ضرورة تطبيق إجراءات تصحيحية.
وهذا ينطبق أيضاً على السياسات التجارية، الزراعية، الاجتماعية، وغيرها، لكن لماذا ليس هناك تنسيق وتجانس بين أعضاء الفريق الاقتصادي؟
هل هو فرق الخبرات والتجارب الشخصية؟ أم أن كل وزير يعتبر أن وزارته هي الرقم الصعب في الملف الاقتصادي؟
نحن في ظل هذا الوضع الصعب بحاجة إلى فريق متجانس، منفتح على بعضه، لا يتخندق خلف سياسات يعتبرها مصيرية لوزارته، ومتناسياً تأثيراته على القطاعات الأخرى…. طبعاً الوزارات الخدمية ليست بحال أفضل…
