مباركةٌ أرحامُ أمّهاتِ شهدائنا الّلواتي أنجبنا لنا أنبلَ وأكرمَ بني البشر وأرضعوهنّ حليبَ العزّ والشّجاعة وحبّ الوطن..
ف في بلدي لا تنتهي قصصُ البطولات وخيرُ هذهِ القصص تلكَ الّتي ترويها أمّ الشّهيد معطّرةٌ بدموعِ حزنِ الفراقِ وفرح الشّهادة المقدّسةِ..
قد كانَ لوكالة الآن الإعلامية شرف لقاءِ السّيّدة نجلاء مصطفى أمّ الشّهيدين البطلين :
_الشّهيد البطل حسين ابراهيم سليمان
_والشّهيد البطل رفعت ابراهيم سليمان.
لتحدّثنا عن اندفاع أولادها بكلّ عزيمةٍ وإصرارٍ للدّفاعِ عن الوطن ، التي استهلّت حديثها قائلةً : إنّ جميع شهداء سورية هم أولادها ، وإنّ أرضَ سورية المقدّسةِ تستحقّ التّضحية وأن روحها وأرواح جميع أولادها فداءَ سورية وقائدها المفدّى الدكتور بشار حافظ الأسد..
أخبرتنا بكلّ فخرٍ كيف استلمَ ولدها الشّهيد حسين ورقةَ طلبهِ للاحتياط وهوَ في قمّةِ الفرح وأسرعَ محاولاً تقديم مايسمّى بالحلوان، استغرب الشّرطيّ فقال لهُ: هذا حلوان هذه الورقة الّتي انتظرتها منذُ زمن.
تابعت أمّ الشّهيدِ حديثها بأنّ ولدها التحق بالخدمةِ في درعا (حاجز الجديرة) ، وعاد بعد شهر ٍ أسبوع إجازةٍ، ويوم التحاقهِ تعرّضَ الحاجزُ لهجومٍ من قبلِ المسلّحين ، ظلّ يقاومُ مع رفاقهِ، استُشهِد رفاقهُ وقامَ بسحبِ جثامينهم حتّى لاتقع بيدِ المسلّحين، بقيَ مع الشّهيد طلقة واحدة وقنبلة، اتّصل بأخيه وأخبرهُ بأنّهُ سيُفجّرُ القنبلة بنفسهِ وبالارهابيين وانقطع الاتّصال كما انقطعت أخبارهُ منذُ عام 24/7/2013،
ولكن من فترة عشرة ايام جاءَ خبرُ استشهادهِ ومراسمُ تشييعهِ ولم يتمّ العثور على جثمانه..
وعن شهيدها البطل الثّاني رفعت أخبرتنا أنّهُ تطوّعَ بالدّفاع الوطنيّ بعد زواجه بستّةِ أشهرٍ واختارَ القتالَ في درعا آملاً أن يلتقي أخيهِ الشّهيد الّذي لم يعلم عن مصيرهِ شئ ، لكنّهُ نالَ شرفَ الشّهادةِ هوَ أيضاً على تلّة الشّمس في منطقة الحارّة في 22/2/2015 ، حدّثتنا كيف استقبلت خبرَ استشهادهِ بكلّ فخرٍ وإيمان مطلقةً الزّغاريدَ وهيَ على يقين أنّ شهيديها فتحا بابانِ لها في الجنة وأنّ حبّ الوطنِ من الإيمان..
وفي الختام زوّدتنا هذه الأمّ الصّابرة بدعواتها المقدّسة للوطن وقائد الوطن وجيش الوطن..
الرحمة لأرواح شهدائنا والشفاء لجرحانا
هناء اسماعيل _طرطوس