“ربّة اليُنبوع” أو “آلهة المياه” أو “اللاذقية”، إنه المعنى الحقيقي الموروث جيلاً عن جيل لاسم مدينة اللاذقية الساحلية، هذا ما قاله الباحث التاريخي حيدر نعيسة في حديثه لتلفزيون الخبر.
وعن أصل اسم مدينة اللاذقية، تحدّث الباحث التاريخي حيدر نعيسة لتلفزيون الخبر وقال “الكثير من الناس يظن أن اسم مدينة اللاذقية هو اسم أجنبي، مأخوذ عن الاسم الذي أطلقه عليها في القرن الرابع قبل الميلاد الإمبراطور “سلوقس نيكاتور”.
وأضاف نعيسة “حيث أن الحكاية تقول أنه بعد أن جدد بناءها الإمبراطور “نيكاتور” أطلق عليها اسم “لاوديكيا” على اسم والدته، إلا أن الموروث الشعبي يحكي لنا الكثير من الحكايات التي تؤكد أن اسم مدينة اللاذقية هو إرث شعبي عربي متجذّر”.
وأوضح نعيسة “الأصل في الكلمة هي كما يلفظها الأهالي وهو “اللاتقية”، بحرف التاء وهي جزأين “اللات” و “قية” ، ومعنى كلمة “اللات” هو الآلهه التي تقوم بلت التراب بالمياه فيسقط الغيث أي المطر، أي الآلهه التي تبعث المطر إلى الناس”.
وأضاف نعيسة أما “الجزء الثاني من الكلمة فهو “قية” ومعناه باللغة العربية هو المياه المتدفقة أو الينبوع، للدلالة على أن المدينة مليئة بالمياه والينابيع”.
وشرح الباحث التاريخي حيدر نعيسة “يظهر معنى الجزء الثاني “قية” جليّاً واضحاً في أسماء العديد من أحياء المدينة، كحي “عين أم ابراهيم” و حي “عين بسنادا” و حي “العوينة” وغيرها، مضيفاً “كما أن أرض مدينة اللاذقية أرض رطبة تخرج منها المياه عندما تقوم بالحفر في أي جزء منها”.
وختم الباحث التاريخي حيدر نعيسة حديثه لتلفزيون الخبر بالقول إن “مدينة اللاذقية لا تحتاج إلى من يسميها بأسماء أجنبية لأنها أول من صدّر الأسماء إلى المدن والدول الآخرى، عبر حضارة “أوغاريت” التي منها خرجت الأبجدية إلى العالم”.
والباحث التاريخي حيدر نعيسة هو ابن مدينة اللاذقية، التي نذر من إجلها ذاكرته ومعارفه، لجمع وإحياء التراث من خلال مخطوطات وموسوعات وجمعية، فكان المخّلص والوفيّ لتراث آبائه وأجداده، والباحث الدؤوب في جمعه، زار كل قرية ومزرعة وحيّ في “اللاذقية” في سبيل ذلك.
ودرّس الباحث نعيسة مادة التربية القومية والمواد الاجتماعية عام 1986، ثم عمل مراسلً لصحيفة البعث سبع سنوات.
و بدأ رحلته بالبحث في الموروث الشعبي، ليصدر موسوعة “التراث الشعبي في اللاذقية”، ولديه كتب مطبوعة، منها “صور ريفية من اللاذقية”، و”من أساطير الشجر”، و”ألغاز شعبية”، و”إطلالات ساحلية”، و”عين علي” وغيرها.