Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبارمقال رأي
أخر الأخبار

إيران والكيان.. من المرحلة الباردة إلى المواجهة الساخنة

دمشق – وكالة الآن الإعلامية

نشأ الكيان الصهيوني في المنطقة كقاعدة عسكرية متقدمة لخدمة المصالح الإمبريالية وهذا يتطلب منه امتلاك قوة عسكرية رادعة وحاسمة متفوقة على كل دول المنطقة ليستطيع تطويع الشعوب خدمة لإملاءات ومصالح الغرب الذي أنشأه.

فأخذ قادة الكيان يقيمون وينسجون تحالفات مع الأنظمة القوية والمؤثرة بالمنطقة ومنها نظام الشاه بإيران الذي كان الحليف الإستراتيجي الأهم.

وبعد انتصار الثورة الإسلامية انقلبت الأمور بين ليلة وضحاها ليتحول هذا الحليف إلى عدو فعلي، لما حملت الثورة من مبادئ وأهداف معادية للكيان بوصفه غدة سرطانية يجب استئصاله أصبحت إيران الثورة قطبا إقليميا مضادا للمصالح الأمريكية في المنطقة.

وبالتالي شكلت تهديدا حقيقيا للدور الوظيفي للثكنة الصهيونية. فمنذ انتصار الثورة الإسلامية بدأ الصراع مع الكيان يؤخذ أشكالا مختلفة للحد من نفوذ طهران فأتسم الصراع خلال العقود الماضية بالمرحلة الباردة إلى أن جاءت معركة طوفان الأقصى وما حملت من أبعاد ودلالات كبيرة في سياق الصراع حيث كشفت هشاشة الكيان بأنه لم يعد قادر على حماية ذاته.

ففي ظل تعقيدات هذه المعركة وبعد أن اتسعت وشملت عدة جبهات إسناد زاد من مأزقه فما كان من قادته سوى استغلال هذه الظروف لاعتقادهم إنها مواتية لضرب إيران نقيضهم القطبي بالمنطقة وإدخالها في حرب إقليمية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية للتخلص من هذا القطب الذي شكل عائق أمام دور وظيفة كيانهم.

فشن عدوانه على مقر الدبلوماسية الإيرانية بدمشق ولحقه اغتيال القائد اسماعيل هنية في طهران لاستدراجها وزجها في معركة إقليمية مع المعسكر الغربي الذي سيهب لنجدة ثكنته العسكرية وبالنتيجة حسب وهم نتنياهو إضعاف طهران وإخراجها من المعادلة الإقليمية ولكن هذه الأحلام لم تتحقق فكان الرد الإيراني في الثالث عشر من شهر نيسان/ابريل من العام الجاري بعملية الوعد الصادق 1 رداً على استهداف سفارتهم بدمشق ولحقه عملية الوعد الصادق 2 بتاريخ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من الشهر الجاري رداً على عملية اغتيال هنية وانتهاك سيادتهم الوطنية فظهرت قدرات إيران الهجومية التي فجئت قادة الكيان وداعميهم.

وكانت قدراتها الدفاعية جاهزة في 26 تشرين الأول/ أكتوبر حين أفشلت أهداف العدوان مما أكد إنها قوة إقليمية قوية وقادرة على إيلام الكيان ومن يدعمه ليتحول مشهد الصراع المستمر بين إيران الثورة والكيان من سمته الباردة الى مرحلة المواجهة الساخنة.

مما أربك حسابات قادة الكيان لإنهم فشلوا في استدراج شركائهم إلى حرب إقليمية تقديراً من الشركاء لقوة إيران الرادعة وعدم قدرتهم على تحمل تبعات هذه المواجهة مما زاد من أزمة الكيان الوجودية بعد أن أصبح عاجزاً عن القيام بدوره الوظيفي العدواني أمام قوة إيران وحلفائها بمحور المقاومة.

لم نستغرب تصريحات نتنياهو عندما قال نحن أمام حرب وجودية فالكيان يترنح وسيهزم في غزة ولبنان وأمام ضربات جبهات الإسناد وكلنا ثقة بإن النصر قادم لمصلحة الشعوب ومحور المقاومة..

الأستاذ سمير نجيب.. عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى