تحديات كبيرة وخطيرة تلقي بآثارها المباشرة على أمن ورفاه شعوبنا وعلى القيم والمبادئ التي قامت عليها حركة عدم الانحياز تستدعي انطلاقة متجددة للحركة ترسي زخماً قوياً لعملنا المشترك يضمن منح الحقوق للشعوب المظلومة.
المنطقة العربية تشهد فصلاً جديداً من أعمال العدوان التي دأب الكيان الصهيوني على ارتكابها على مدى عقود بحق أهلنا في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري، وجنوب لبنان، فعلى مدى المئة يوم ونيف الماضية ارتكبت قوات الكيان الصهيوني أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
سوريا تدين بأشد العبارات العدوان الهمجي الصهيوني على الشعب الفلسطيني، والدعم الأعمى واللامحدود الذي توفره الإدارة الأمريكية لسلطات الاحتلال، بما في ذلك مظلة الحصانة والإفلات من العقاب وتطالب الأمم المتحدة وبشكل خاص مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته، والتحرك لإلزام كيان الاحتلال بوقف آلة القتل بحق الفلسطينيين.
سوريا تجدد دعمها للخطوة المهمة التي اتخذتها جمهورية جنوب أفريقيا لمقاضاة الكيان الصهيوني بجرم الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، وتؤكد وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لحصوله على حقوقه المشروعة.
سوريا تعرب عن تقديرها لدعم بلدان الحركة حقها الثابت والراسخ في إنهاء الاحتلال الصهيوني للجولان العربي السوري المحتل واستعادته كاملاً حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 ، وتتطلع لمواصلة بلدان الحركة بدعمها أيضاً في منع أعمال العدوان الصهيوني المتكررة على أراضيها وكان آخرها العدوان الذي وقع صباح اليوم والذي استهدف مبنىً سكنياً في العاصمة دمشق.
التدابير القسرية الانفرادية اللاشرعية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على الشعب السوري خلفت معاناة إنسانية كبيرة، وتشيد سوريا بمساندة دول حركة عدم الانحياز في المطالبة بالرفع الفوري والكامل وغير المشروط لتلك التدابير اللاإنسانية.
دول حركتنا اليوم بحاجة لتعزيز التعاون فيما بينها، واستعادة دورها التاريخي والحيوي على الساحة الدولية وتلبية تطلعات شعوبها في التخلص من كل أشكال الهيمنة الغربية، والقضاء على خطر الإرهاب، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
سوريا تؤكد ضرورة إصلاح المؤسسات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن، وانخراط أعضاء الحركة في هذه العملية بحيث تتم مراعاة التوازنات الدولية الجديدة وضمان التمثيل الجغرافي العادل لجميع الدول الأعضاء.