ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أطلق حملة أمنية واسعة ضد منافسيه في العائلة الملكية ومجموعة مسؤولين حكوميين وعسكريين.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن “أعضاء في العائلة الملكية السعودية ومستشارين مطلعين على هذه القضية” أن الحملة، التي أدت إلى اعتقال الأميرين محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز ونجله نايف، الذي يتولى منصب رئيس جهاز المخابرات للقوات البرية، وعدة شخصيات أخرى، “تهدف إلى إخماد التحديات المحتملة أمام سلطة” ولي العهد السعودي. وقالت مصادر الصحيفة، حسب تقرير تم نشره مساء اليوم ، إن قرار اعتقال الأميرين، اللذين اعتبرا سابقين منافسين على العرش مع بن سلمان، وأنصارهما يعود إلى تخطيطهم لانقلاب في القصر الملكي هدف بدرجة كبيرة إلى ردع صعود الأمير محمد. وذكرت هذه المصادر أن “قوات الأمن ألقت القبض على عشرات المسؤولين في وزارة الداخلية والضباط الرفيعين في الجيش وشخصيات أخرى للاشتباه في دعمهم محاولة انقلاب”.
كما أضاف متحدثان اثنان للصحيفة أن القضاء الملكي استدعى كذلك للاستجواب أمير المنطقة الشرقية، الأمير سعود بن نايف، وهو والد وزير الداخلية الحالي، عبد العزيز بن سعود. وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن هذه التطورات، وعلى الرغم من الدعم العلني لولي العهد من قبل أعضاء كثيرين في العائلة الملكية، أدى إلى تعميق الصدع في القصر، في الوقت الذي تواجه فيه المملكة مشاكل اقتصادية على خلفية الهبوط الحاد لأسعار النفط وعدم تمكن البلاد من جذب الاستثمارات الأجنبية التي شهد حجمها تراجعا مستمرا منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في العام 2008.
أكد رئيس الحركة الإسلامية للإصلاح الدكتور سعد الفقيه أن اعتقال السلطات السعودية للأمير أحمد بن عبد العزيز تحديدا يعتبر حدثا كبيرا ومفاجئا، “ولن يمر مرور الكرام داخل العائلة”، لأنه يعتبر “عميد” الأسرة الحاكمة وذو مصداقية كبيرة، ويدين له العديد من شيوخ القبال بالولاء، مرجحا أن يعود “تجرؤ” ولي العهد محمد بن سلمان على اعتقاله إلى سبب جلل مثل وفاة الملك سلمان.
وأرجع الفقيه خلال تصريحاته لحلقة السبت (2020/3/7) من برنامج “ما وراء الخبر” -التي تناولت خبر اعتقال السلطات السعودية أمراء كبارا على رأسهم أحمد بن عبد العزيز شقيق العاهل السعودي، وولي العهد السابق محمد بن نايف- صمت أمراء آل سعود على تصرفات محمد بن سلمان “احتراما لمقام والده”، مشددا على أن هذا الصمت لن يدوم، وأنهم قادرون على الضغط على ولي العهد وضرب مصداقيته بطرق مختلفة، أبسطها بالتغريد على منصات التواصل.
كما لم يستبعد حدوث ردة فعل قوية من بعض الأمراء ضد محمد بن سلمان من خلال إصدارهم بيانات مناهضة له وتحريك من يوالونهم في الجيش وشيوخ القبائل.
وأشار الفقيه إلى أن التسريبات من مصادر مطلعة بالرياض تعيد سبب حملة الاعتقالات الأخيرة إلى وفاة الملك سلمان بن عبد العزيز بشكل مفاجئ، الأمر الذي أدى إلى ارتباك ولي العهد فبادر باعتقال أبرز الأمراء الذين يخشى معارضتهم لسياسته، ويطعنون في شرعية توليه الحكم.
وأكد عبد الله العودة نجل الداعية السعودي المعتقل إعتقال الامير احمد بن عبدالعزيز وهو شقيق الملك، و الذي يسبب قلقا لولس العهد لما يحمله من مكانة وقبول بين أوساط الشعب السعودي، و أيضا الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق الذي إنقلب عليه الدب الداشر، في تغريدة لسعها الدبور من حسابه.
وكانت صحيفتي وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز الأميركيتين نقلتا عن مصادر مطلعة أنه تم اعتقال الأميرين أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك السعودي، وولي العهد السابق محمد بن نايف. وأضافت الصحيفتان أن السلطات السعودية تتهم الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف بالخيانة العظمى، وأنهما يواجهان عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.
وقالتا إن الاعتقال شمل أيضا الأمير نواف بن نايف شقيق ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف. ووفق الصحيفتين، قام مقنعون من حرس الديوان الملكي باعتقال الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف صباح أمس الجمعة من منزليهما اللذين أخضعا للتفتيش.
ونشر حساب مستشار الأمير محمد بن نايف على تويتر تغريدة قال فيها ما نصه كما لسع الدبور: “سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز و وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود هما أبرز المعتقلين، ويبدو أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد، فقد تم وضع بعض الأمراء تحت الإقامة الجبرية لحين البت في أمرهم، الأمور تغلي داخل الأسرة.”