Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

أشهر جراح عصبي سوري في العالم: أنا غير مرغوب بي في وطني

فتح الأستاذ الدكتور عفيف محمد عفيف، جراح العصبية المجهرية الوظيفية النار مجدداً على ما أسماه منظومة الفساد متهماً عدداً من المسؤولين الكبار في وزارة التعليم العالي، وجامعة دمشق إضاعة جهوده الرامية لفتح مركز جراحي طبي متخصص بالجراحة العصبية، ومنعه من تقديم خبرته العالية في اختصاصه للسوريين بشكل كيدي وممنهج واتهامه بالهروب من الوطن عندما بدأت الأحداث.
الطبيب الذي عاد من فرنسا بداية الأحداث السورية، مستغنياً عن كل الإغراءات المادية والعلمية لكي يساهم في علاج المرضى الكثر، ويتكفل بعلاج الضحايا السوريين الفقراء، بحسب قوله وضع كل خبرته تحت تصرف وزارة التعليم العالي، وحمل مشروعاً ضخماً في إنشاء مركز جراحي عصبي متخصص يستقبل المرضى من الشرق الأوسط كله كونه الوحيد في المنطقة، ويمكن أن يكون أهم من مصنع سيارات كبير، كونه يدخل العملة الصعبة للخزينة، بالإضافة إلى تكفله بتدريب جراحين سوريين كون اختصاصه نادر جداً، إلا أن الأمر لم يرق للمسؤولين الغيورين على كراسيهم، فقد أجهض المشروع، وتم محاربة الطبيب حتى من إجراء العمليات المجانية في مشافي الوزارة.
عضو الهيئة التدريسية السابق في كلية الطب بجامعة دمشق الذي لم يعط أي محاضرة ولم يستطع دخول مشافي الوزارة لإجراء عملية واحدة بناء على محاربة من عميد كلية الطب البشري السابق الدكتور فواز أسعد الذي حارب عفيف كمشروع وطني متكامل، قال لصاحبة الجلالة: أن اختصاصي يُعدُّ من الاختصاصات القليلة في العالم، وهو غير موجود في سورية. (جراحة الصرع، باركنسون، الشلل التشنجي، الأمراض النفسية بالإضافة لجراحة الآلام المعنِّدة على العلاج الدوائي). أحمل مشروعاً طبياً علمياً واقتصادياً. يعالجَ جراحياً آلاف المرضى ممن لا يجدونَ العلاج حتى اليوم، إضافةً لإقامة مخبر للبحث العلمي يجلبُ كل عام عشرات ملايين الليرات السورية من خلال معالجة مرضى من الدول العربية المحيطة، علماً أن عدداً كبيراً من المرضى العرب والأجانب دخلوا سورية خلال السنوات الماضية لإجراء عمليات عصبية عندي لمعرفتهم المسبقة بمكانتي العلمية.
الطبيب يشدد في حديثه أنه لا يأتي بشيء من عنده، ولا يتهم أحداً جزافاً، وكل كلمة موثقة بكتاب معتمد، فهو الوحيد في المنطقة الذي نال شهادة hdr ، وهي أعلى شهادة في الجراحة العصبية بالعالم، أو ما يطلق على صاحبها سوبر اختصاص، لمعرفته المسبقة بحاجة سورية لكل الاختصاصات الجراحية في هذا المجال، ويضيف: تمَّ تعييني عضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق للاختصاص جراحة عصبية مجهرية ووظيفية بتاريخ 02-10-2011 بعد حوالي 3 سنوات من تقدمي للمسابقة، وما رافق ذلك من معاناة وكيديات وتزوير بالإضافة لإخفاء الوثائق المتعلِّقة بي. ومنذُ اليوم الأول لتعييني تقدَّمتُ كأي أستاذ عليه أن يقوم بواجباته بطلب ندبي إلى المشفى الجامعي عبر قسم الجراحة في كلية الطب البشري بجامعة دمشق لممارسة اختصاصي وواجباتي التعليمية، إلا أنه لم يتم ندبي إلى أي مشفى، ولم يتم تكليفي بأي نشاط تدريسي أو علاجي.
ويضيف.. انه منذُ تاريخ تعييني وحتى نهاية نيسان 2012، طرقتُ كل الأبواب عن طريق قسم الجراحة، الكُلية، رئاسة الجامعة، مجلس التعليم العالي، ووزير التعليم العالي في حينه إضافةً إلى مسؤولين في قطاعات أخرى من الدولة، وكان طلبي الوحيد هو أن يتم ندبي إلى مشفى أمارس فيه اختصاصي وأؤدي واجباتي الوظيفية فيه، لم أستطع الحصول على هذا الشرف بسبب معارضة عميد كلية الطب آنذاك الدكتور فواز أسعد.
وأصبحتُ عضو هيئة تدريسية عاطلاً عن العمل، وأخلاقي لا تُبيح لي أن أقبض راتباً دون أي عمل.. فتقدمتُ بطلب لمنحي إجازة بدون أجر حيث تعاون الجميع على هذا القرار تسهيلاً لخروجي من الجامعة ومن كل سورية، وتمَّ استثنائي من شرط التأصيل بقرار من مجلس التعليم العالي، ومن ثم منحي إجازة بلا راتب لمدة عام.
ولكن القضية أخذت منحى آخر عندما تقدمت بتمديد الإجازة والتسويف والتناقض الذي استخدمته رئاسة جامعة دمشق لحرماني من حقي وشخصنة قضيتي، وفصلي، علماً أنني خاطبت الوزير آنذاك وكل من له علاقة بذلك، ورفعت قضيتي إلى الرقابة والتفتيش.. حيث استمرت القضية مع رئيس الجامعة الدكتور وائل معلا.
الطبيب الذي أجبر أسرته على العودة إلى سورية رغم الحرب والتفجيرات التي عانى منها مع السوريين، وكذلك لخطورة الطريق الذي كان يسلكه في تنقلاته من أجل علاج المرضى على حسابه الشخصي، لم يستطع تحقيق آماله في تقديم خبرته الطبية النادرة لأبناء بلده دون تمييز يقول بعد سنوات من المحاربة والكيدية ووصوله إلى طريق مسدود مع عدد المسؤولين في التعليم العالي والصحة: أيعقلُ أننا نريد العودة إلى وطننا، وتقديم كل ما لدينا من أجله فنُمنعُ من ذلك، ونُلاحَقْ قانونياً فيصبح البريءُ متَهماً، والمقصِّرُ طليقاً.
رغم كل ذلك الدكتور عفيف لم ييأس، وقدم خبرته لعدد كبير من المرضى الذين كانوا يائسين من حالتهم، وكان يجلب معه أجهزة خاصة على حسابه الشخصي لمعالجة المرضى في كل زيارة، ويوفر الملايين على المرضى، فهناك عمليات تكلفتها تصل لما يزيد عن 25 مليون ليرة سورية.
الرجل الذي حاول كثيراً اللعب على الوقت والفساد المستشري من أجل إجراء العمليات في المشافي العامة لتوفير المال على المرضى، كان يجد العراقيل أينما حل، وبعد نجاح عمليات معقدة لمرضى نسبة الشلل لديهم تصل إلى 80 % لم يتلق كلمة شكر واحدة من أحد، ونسبت هذه النجاحات إلى مسؤولين بعينهم، وعلى وسائل الإعلام، وكأنهم هم من أجروا العمليات ببركة من رب العباد.
وأخيراً تم تجهيز 21 مريضاً بالتعاون مع الدكتور أيسر ميداني وتم اللقاء مع وزير التعليم العالي الذي رفض رفضاً قاطعاً إجراء أي عملية في المشافي التابعة للوزارة، واتهم الدكتور عفيف بالتهرب من واجباته بعد الأزمة والهروب من سورية، وهو ما جعل الدكتور عفيف يدافع عن نفسه مجدداً، حيث وعد الوزير بإعادة الاعتبار له، وهو حتى الآن ينتظر دون فائدة، علماً أنه أقسم على عدم إجراء أي عملية في المشافي الخاصة لكي يكون مع المريض.
ويختم الدكتور عفيف : إن سمعتي العلمية عالمياً تُشرِّفني، ويكفي أنْ أُشيرَ إلى أنني حاضرتُ في أكثر من خمسين مؤتمراً علمياً عالمياً، وأن بعض أبحاثي صُنّفت ضمن الأبحاث العشرة الأولى عالمياً في هذا الاختصاص، في حين أنني لم أستطع تقديم محاضرة واحدة في جامعةِ دمشق وأنا عضو هيئة تدريسية فيها.
هوامش لا بد منها:
1- راتب الدكتور عفيف في سوريا كان 16500 ليرة سورية عندما تم تعيينه.
2- الأجهزة التي جلبها معه كانت على حسابه الشخصي، ولم يكلف الدولة أي قرش سوري.
3- في 48 ساعة أجرى الدكتور عفيف 3 عمليات معقدة جداً تمت بنجاح كامل في مشفى القدموس بطرطوس. لكن مدير الصحة فيها لم يعجبه الأمر، ورفع كتابه إلى وزير الصحة الذي اتصل بالدكتور عفيف لكي يتعاون مع مشافي الوزارة، غير أن تلك الوعود تبخرت أيضاً، كما يقول الدكتور عفيف.
4- في كل سفرياته كان يجلب معه أجهزة إلكترود للاختبارات الأساسية للمرضى دون أن يكلف المريض قرشاً واحداً، حيث يبلغ ثمن الجهاز الواحد 200 يورو.
5- حلم المركز الطبي للجراحة العصبية ما زال ينتظر، فآلاف من السوريين الذين أصيبوا بالشلل والأمراض العصبية المستعصية هم بحاجة ماسة له، فهل من مجيب، يتساءل ما تبقى من السوريين بخير في وطنهم الجريح؟.

صاحبة الجلالة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى