ما إن يتوجه أحد اليوم ليقصد المدينة القديمة في دمشق لقضاء أمرٍ ما أو لزيارة قريب أو صديق، ليعقدا العزم على الذهاب للتفسح و “التمشاية” في الأزقة القديمة حتى يجد تلك المساحة الرحبة بالدفء والجمال بين أرضها السمراء وجدرانها ضاقت ذرعاً بالسيارات المتجولة في كل فرعٍ وحدبٍ وصوبٍ فيها.
مهند شاب دمشقي ثلاثيني، موظف في دار للطباعة والنشر، وهو أحد سكان المدينة القديمة يتحدث عن معاناته في صعوبة إيجاد زاوية لركن سيارته مايضطره لركنها في أحد الزوايا المحيطة بمنزله حسب “الشواغر” التي تختلف تبعاً لاختلاف الظروف، وفق ما رواه لتلفزيون الخبر.
أما بالنسبة للظروف، يقول مهند “أيام الخميس والجمعة والمناسبات والأعياد تمتلئ الحارات بالسيارات التي يركنها من يقصدون المطاعم المحيطة والتي تبقى لوقت متأخر من الليل”، متابعاً “المعاناة لاتقتصر على المارة، للسكان أيضاً نصيب منها”.
نوار، طالبة جامعية، أعربت عن الذهاب إلى منطقة “القيمرية” ،التي تحب، في حي باب توما وهمّت وصديقاتها للبحث عن مكان آخر لقضاء فسحتهم الأسبوعية بعد أن كان ذلك المكان مقصدهم الأول.
تقول لتلفزيون الخبر: “اتخذت هذا القرار بعد أن دهست سيارة قدمي في أحد فروع القيمرية الذي لاتسمح مساحته بعبور سيارة تسبب أزمة للسائرين على أقدامهم من جهة، وأزمة أخرى بيئية بسبب دخانها الذي يعشش في المكان”.
محافظة دمشق، من جهتها، وتحديداً عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل، هيثم ميداني، قال لتلفزيون الخبر: إنه “لا يمكن منع أي شخص أن يدخل بسيارته إلى أي شارع”، مردفاً “لكن كان هناك مشروع في العام 2010 لمنع تجول السيارات داخل سور دمشق القديمة”.
وأضاف ميداني “اقترن هذا المشروع حينها بمقترح لإطلاق سيارات تعمل على الكهرباء، مما يخفف هذا العبء لأن السيارات المسموح لها بالتجول في هذه المناطق ستقتصر على هذا النوع فقط، إضافة إلى الحفاظ على البيئة وعدم تشويه المظهر الأثري للمدينة”.
وأشار ميداني إلى أنه “بسبب الحرب التي امتدت لثماني سنوات ومنعكساتها على كافة القطاعات، لم يُستكمل الإعداد لهذا المشروع، علماً أنه المعنيين به قطعوا أشواطاً ومراحل كبيرة فيه، كان منها تحديد الشروط التي يجب أن تتوفر في السيارات الكهربائية سابقة الذكر”.
واقترح ميداني أن تعمل المحافظة على إنشاء مواقف خاصة لركن السيارات في المناطق الواقعة على أطراف المدينة القديمة، بما يمكِّن السكان والزوار من ركن سياراتهم”.
وتابع “هذه المشاريع من المفترض أن يتم العمل عليها لأنها تشكل حلاً لهذه المعاناة”، مضيفاً “كما ممكن أن تكون هذه المواقف طابقية لتتسع لأكبر عدد من السيارات”.
ويرى ميداني أنه يوجد مناطق تصلح لتكون مرآب للسيارات منها في نهاية شارع الأمين التي ممكن أن يتم إنشاء موقف طابقي فيها، وفي منطقة الصوفانية في باب توما أيضاً إضافة إلى منطقة الشاغور، وذلك من خلال المساحات الأرضية التي قد تبتعد مسافات قليلة عن المنازل ومناطق تجول المارة.
يذكر أن المدينة القديمة في دمشق تضم مرافق متنوعة كالأسواق والحمامات التاريخية والمنازل والمقاهي والمطاعم والتي أخذت بالتزايد، ناهيك عن الجامع الأموي مما يجعلها وجهة كثير من الدمشقيين وغيرهم من الزوار والسياح.
الخبر