متابعة : ساهر العطار
مشفى الرازي و طوال ايام عمر الحرب في حلب و الذي شهد دخول مئات الآلاف من المدنيين عليه المصابين نتيجة القذائف و القنص و الشظايا و التهدم في بعض الاحياء و الامراض الوبائية في بعض الاوقات .
لم يشهد مشفى الرازي التردي و الواقع المرير الذي يعيشه هذا المشفى الا بعد انتهاء المعارك الدائرة ضمن مدينة حلب و بدلاً من ان يتحسن عما قبل اصبح سيئ لدرجة وصفه بعض المرضى بمسلخ الرازي ، وما يغطي عيوب هذا المشفى الماكينة الاعلامية التي تنشر اخبار كاذبة عن جاهزية تامة و الخ من عبارات مدح لهذا المشفى و لمديره .
لا نعلم سبب هذا الاهمال هل الواسطات التي وضعت الممرضين و الاطباء و مدير المشفى داخله ام ان وضعه الحقيقي كما هو عليه الآن وقد اتضح ذلك بعد توقف الضغط السابق عليه .
ما حدث يوم السبت في حي الجميلية من حريق بيين لنا صحة الشكاوي التي كانت تردنا عن هذا المشفى ، حيث دخل المصابين الى المشفى و عددهم خمسة بينهم من تكسر و بينهم من احترق ، الا ان الاسعاف و غرفته اشبه بالمسلخ و الاطباء و الممرضين اشبه بالجزارين و ليسوا الاطباء وملائكة الرحمة كما يزعم احد الاعلاميين عندما يشيد بهم و بتفانيهم بالعمل ، ما شاهدناه اليوم يعيب ان نقول عنه مشفى ، حيث ان الممرضين و رائحة سجائرهم تخنق المرضى و بكلمات تعبيرية حقيرة ( مو عاجبك روح عالخاص هاد الي عنا ) و من ناحية الاستشفاء فقد قام احد الاطباء المختصين بالاسعاف ظهيرة يوم السبت بعرض بطولاته امام المرضى حيث كان يريد ان يقوم بالجبس ( الجبصين ) لاحد المرضى المصابين بالكسور دون الرجوع للنزيف الواقع مكان الكسر ، وقد قام اهل المريض بنقل مريضهم على الفور من المشفى ، دون التلكؤ حيث قال لهم الطبيب (لا يوجد غرفة عمليات الآن استنوا كم يوم او خلوني اجبصن و نخلص هل موضوع) و كأن المريض الواقع بين يديه دابة وليس من البشر .
اما عن قسم التصوير فهو يعمل الا ان دور الواسطات قد اعيا كل مريض و كما قال المثل الشعبي القديم ( ان لم تكن ذئباً اكلتك الكلاب ) وهنا تذكرنا الشكاوي التي وردت لنا واخرها عن الطفل عبد القادر حسكيرو الذي قتل بخطأ طبي و قد بدأ المستطبون و الاطباء البارعون في مدينة حلب لتفنيد هذا الخطأ بندرة المرض
احد الاطباء الهاربين من جحيم هذا المسلخ ( اي الذين استقالو منه ) صرح لنا ان مكامن الفساد في الارضية وليس رأس الهرم ، فصغار رؤساء الممرضين وبعض رؤساء الاقسام هم ذاتهم منذ مدة طويلة واغلبهم مستفيد من سوء المشفى لصالح عمله الآخر في المشافي الخاصة ، وما يبين لنا صحة هذا الامر ان الاخطاء والكوارث هي ذاتها في العام والخاص ..
فحتى المشافي الخاصة لا تخلوا من الاخطاء الطبية كما يحب انصاف الاطباء تسميتها ، وهي بلا شك ليست كذلك …
فالمريض بالنسبة لهؤلاء سلعة تباع وتشترى ويتاجر بحياته وصحته .
كان الله بعون الشعب السوري اللذي زاد عليه فوق مرارة الحرب …
جهل الفاسدين وجشعهم وقذارتهم اللتي وصلت لابعد الحدود .
اخيراً هل لوزير الصحة اي علم بما يحدث في حلب و مشافيها العمومية التي تصرف عليها الحكومة السورية المليارات لوضع العلاج للمريض و عدم ابتزازه من المشافي الخاصة ام ان هذه الوزارة شريكة بما يحدث .. برسم الشرفاء الذين تبقون ضمن وزارة الصحة .