نيويورك- سانا
طالب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس المجموعة العربية السفير قصي الضحاك مجلس الأمن بإدانة العدوان الإسرائيلي السيبراني على لبنان وتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، مشيراً إلى أن كيان الاحتلال الذي قام منذ نشأته على القتل والإرهاب وارتكاب المجازر، وظّف في عدوانه على لبنان تقانات حديثة وجدت لخدمة البشرية في القتل الجماعي، بتحويله أجهزة تستخدم لأغراض مدنية إلى قنابل موقوتة تقتل حامليها من دون تمييز.
وقال السفير الضحاك في بيان ألقاه اليوم بصفته رئيس المجموعة العربية لشهر أيلول خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي السيبراني على لبنان: تعرض لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين لعدوان سيبراني إسرائيلي استهدف آلاف المدنيين في كل أرجاء البلاد وفي توقيت واحد، من خلال تفجير آلاف أجهزة البيجر والأجهزة اللاسلكية، ما أسفر عن استشهاد /37/ شخصاً وإصابة /3250/ لا يزال المئات منهم في حالة حرجة، موضحاً أن كيان الاحتلال بارتكابه هذه الجريمة النكراء صعد إرهابه بحق المدنيين اللبنانيين عبر استهدافهم وأسرهم داخل منازلهم وفي الأماكن العامة التي يرتادونها، من دون أي اعتبار لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومواثيق حقوق الإنسان والحد الأدنى للقيم الإنسانية والحضارية.
وأشار السفير الضحاك إلى أن همجية كيان الاحتلال ليست جديدة، فقد قام منذ نشأته على القتل والإرهاب وارتكاب المجازر والفظائع، إلا أن الجديد هو ما اتسم به عدوانه الأخير من توظيف للتقانات الحديثة التي وجدت لخدمة البشرية وخيرها ورفاهها للقتل الجماعي للمدنيين، إذ حول أجهزة عادية تستخدم لأغراض مدنية في مختلف القطاعات إلى قنابل موقوتة تقتل حامليها من دون تمييز وتلحق بهم وبالمحيطين بهم إصابات بليغة، وأوجد حالة من انعدام الثقة حول العالم بمدى موثوقية وأمان أجهزة الاتصال بأشكالها كافة.
وبين السفير الضحاك أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم على مدى الأشهر الماضية الهجمات السيبرانية للتشويش على حركة النقل الجوي، وتهديد أمن الطيران المدني الدولي، وسلامة المسافرين في الأجواء اللبنانية، وتعطيل الأنظمة التشغيلية المدنية، وقرصنة شبكات الاتصال والأجهزة الإلكترونية في المنشآت والمرافق الحيوية، وهي جرائم تؤكد استهتار الكيان بأرواح المدنيين وازدرائه للقانون الدولي.
وأعرب السفير الضحاك عن إدانة المجموعة العربية بأشد العبارات للعدوان الإرهابي الإسرائيلي على الشعب اللبناني الشقيق، ودعوتها لمساءلة مرتكبيه، مقدماً تعازيها الخالصة للبنان حكومة وشعباً ولأسر الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى، ومؤكداً تضامن المجموعة الكامل مع لبنان ودعمه في مقاومته وتصديه للعدوان الإسرائيلي المتواصل الذي يهدد أمنه واستقراره، ويلقي بأعباء إضافية عليه في الوقت الذي يواجه فيه تحديات كبيرة في قطاعات مختلفة بما فيها القطاع الصحي.
وطالب السفير الضحاك باسم المجموعة العربية مجلس الأمن بإدانة هذا الإرهاب السيبراني الإسرائيلي والعدوان المتواصل على لبنان الشقيق، والذي يمثل امتداداً لأعمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والانتهاكات الممنهجة للقانون الدولي التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة والضفة الغربية، واعتداءاته المتكررة على دول المنطقة بما فيها سورية، مشدداً على أن الأعمال العدوانية الإسرائيلية لن تفلح في ثني الشعوب العربية عن التمسك بحقوقها المشروعة والمكفولة بموجب القانون الدولي وتحرير أراضيها المحتلة.
وجدد الضحاك مطالبة المجموعة العربية لمجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووقف العدوان بشكل فوري، ووضع قراراته ذات الصلة موضع التطبيق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسورية ولبنان، وتحميلها الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد إضافي للأوضاع في المنطقة يهدد بجرها إلى حرب إقليمية شاملة.
كما أدلى المندوب الدائم بملاحظات باسم سورية أدان خلالها العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان الشقيق، بما فيه الإرهاب السيبراني الذي أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة الآلاف من بينهم السفير الإيراني في لبنان، وكذلك العدوان الهمجي الذي استهدف اليوم الضاحية الجنوبية السكنية في العاصمة اللبنانية بيروت، وأسفر عن استشهاد 14 شخصاً بينهم عدد من الأطفال، وإصابة /66/.
وأكد السفير الضحاك تضامن سورية القوي مع الشعب اللبناني الشقيق ووقوفها إلى جانبه، مطالباً جميع دول العالم وشعوبها بإدانة العدوان الإسرائيلي على لبنان، والتحرك لوقفه ومساءلة سلطات الاحتلال عن جرائمها.
وقال السفير الضحاك: تحمّل سورية الدول الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتها الولايات المتحدة المسؤولية عن إمعانه في أعمال العدوانية وجرائمه الوحشية، وكذلك المسؤولية عن منع مجلس الأمن من الاضطلاع بمسؤولياته للتصدي للتهديد الذي يمثله الكيان للسلم والأمن الدوليين، لافتاً إلى أن هناك سبباً جذرياً واحداً لما تشهده المنطقة العربية من عدم استقرار ألا وهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض عربية في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان.
وأضاف: إن أطفال مجدل شمس الذين يحاول ممثل الاحتلال المتاجرة بدمائهم الطاهرة هم أطفال سوريون من أهالي الجولان المحتل وهم يتطلعون وأهاليهم لإنهاء الاحتلال وانسحابه من الجولان ليعودوا إلى وطنهم سورية والحل في المنطقة لا يكون إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووضع حد لممارساته الإجرامية وانتهاكاته الممنهجة للقانون الدولي.