حلب – وكالة الآن الإعلامية
للعام السادس على التوالي، تجري فعاليات معرض “من وحي النبوة” احتفالًا بعيد المولد النبوي الشريف، يهدف هذا الحدث العظيم إلى تقديم رؤية شاملة عن سيرة النبي محمد ﷺ، بطرق مبتكرة تسهم في تعزيز الوعي الديني والثقافي لدى الأجيال الجديدة. يأتي هذا المعرض ليظهر لنا كيف أن حياة النبي ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي دعوة للتفكر والتأمل في الرسالة النبوية الكريمة ومبادئها التي تلهم البشرية في مواجهة التحديات المعاصرة.
أهداف المعرض ورسالته
يتميز معرض “من وحي النبوة” بتنوع فعالياته وأفكاره المستمرة، حيث يسعى القائمون عليه إلى نقل مضامين السيرة النبوية بشكل يتكيف مع احتياجات العصر.
وصرح الدكتور محمد مسدي، بأن استمرار المعرض هو دليل واضح على نجاحه في توصيل السيرة الصحيحة للنبي ﷺ، الذي وحد العالم تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. إن هذه الرسالة تستمر في الوصول إلى القلوب والعقول عبر الأجيال، لتدعو الناس إلى العلم والتعلم، وهو ما يتجلى في تعاليم الإسلام التي تحث على أهمية التعليم كوسيلة للنمو والتطور.
وأضاف الدكتور “مسدي” قضية أهمية السيرة النبوية، نجد أنه يرى فيها دعوة للعودة إلى القيم الأخلاقية العليا التي تجسدت في حياة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم. فالزمن الحالي يشبه إلى حد كبير الأزمنة التي عاشها النبي ﷺ، حيث تكثر الفتن والاختلافات، مما يستدعي العودة إلى القدوة الحسنة والاقتداء بالنبي ﷺ في كل جانب من جوانب الحياة.
الفعاليات المحلية والتفاعل المجتمعي
يتجه سكان مدينة حلب، وخاصة في حي الأعظمية، للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، حيث تشهد المدينة تجمعات كبيرة تعكس حب الناس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وبحسب الدكتور ياسين العلي، فإن هذه الفعالية تجسد محبة الناس المتزايدة عامًا بعد عام، وتساعد على إعادة إحياء قيم ومعاني جوهرية من حياة النبي ﷺ.
وأضاف “العلي” أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم هو من جمعهم بعد أن كانوا قبائل متناحرة، بفضل قوله تعالى: “إنما هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”. إن العودة إلى نهج الرسول تمنح الأمة القوة في مواجهة التحديات والأعداء الذين يسعون لتفريقها.
وأشار إن هذه الاحتفالات تمثل دعوة لتعزيز الوحدة والانسجام في مواجهة الهجمات التي تستهدف الهوية الإسلامية.
الصورة الحقيقية للنبي ﷺ ورسالة الإسلام
صورة الإسلام الحقيقية تعرضت لهجوم مستمر من القوى المعادية، الأمر الذي يدفع العديد من الشرفاء إلى التفكير في كيفية تصحيح هذه الصورة.
قال المهندس محمد جسري، إن القوى الغربية وأعداء الإسلام يسعون جاهدين لتشويه صورة النبي ﷺ والإسلام بشكل عام، لكن المعرض الذي يقام للسنة السادسة يساعد في إعادة تشكيل هذه الصورة.
وأضاف ” جسري” جاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ليجسد مكارم الأخلاق، وهذه الأخلاق تمثل الحضارة والكرامة والطهارة للأمة.
في الوقت الذي تمثل فيه هذه المبادرات رسالة أمل وتعزيز للوحدة، ينبغي علينا جميعًا المشاركة في هذه الجهود لتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وأشار إن المعرض يعد فرصة للتعبير عن محبة الناس للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتسلط الضوء على تعاليمه التي تدعو إلى المحبة والسلام بين جميع الشعوب.
تمثل فعاليات معرض “من وحي النبوة” الاحتفال بالحب والتقدير لشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتسهم في إعادة إحياء القيم الإنسانية النبيلة التي دعا إليها في زمانه. من خلال العمل على تصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام،
فإن المعرض يمثل خطوة نحو تعزيز الهوية الإسلامية، وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات الراهنة. لنستمر في استلهام الدروس من سيرة النبي ﷺ، ولنعد إلى التعاليم التي ليست فقط تاريخية، بل هي دعوة دائمة لبناء عالم يسوده السلام والمودة.
إعداد وتحرير: صالح السليم