باغتت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أمس كيان الاحتلال الإسرائيلي بهجوم بري وبحري وجوي وصاروخي عنيف أطلقت عليه عملية «طوفان الأقصى» واقتحمت خلاله مقرات ومعسكرات لجيش العدو في محيط القطاع وسيطرت عليها.
ووصلت إلى مستوطنات في غلاف غزة وسيطرت عليها وقتلت وجرحت المئات من جنود العدو وأسرت العشرات، في سيناريو مشابه لما حصل في حرب تشرين التحريرية عام 1973 عندما شن الجيشان السوري والمصري حرباً مفاجئة ضد العدو الصهيوني.
وبدأت المقاومة الفلسطينية في غزة هجومها في ساعة مبكرة من صباح أمس بإطلاق حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» آلاف الصورايخ من نوع «رجوم» محلية الصنع تمهيداً لاقتحام معسكرات ومستوطنات الاحتلال.
وطالت الصواريخ مستوطنات تل أبيب وما حولها وأخرى في جنوب ومحيط القطاع، بالترافق مع بدء مقاومين مظليين من «سرب صقر» التابع لكتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس».
بعملية إنزال بوساطة أشرعة هوائية مترافقة مع إطلاقهم النار بشكل كثيف، اقتحموا خلالها معسكرات ومستوطنات الاحتلال الواقعة خلف الجدار العازل، في حين كانت جرافات المقاومة تفتح مدخلاً في الجدار يدخل منه المقاومون إلى معسكرات الاحتلال ومستوطناته.
وفي وقت لاحق أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، بدء عملية «طوفان الأقصى»، وذلك «رداً على عربدة الاحتلال في المسجد الأقصى وسحل النساء في باحاته، وفق ما ذكرت قناة «الميادين».
وأعلن الضيف إطلاق ما يزيد على 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الضربة الأولى، مشدداً على أن «غضب الأقصى وأمتنا يتفجّر اليوم»، مضيفاً: «مجاهدونا الأبرار، هذا يومكم لتفهموا العدو أن زمنه انتهى.. اعتدوا على المرابطات ودنّسوا الأقصى وسبق أن حذّرناهم».
وتوجه الضيف إلى فلسطينيي الضفة الغربية، داعياً إياهم إلى «تنظيم عملياتهم على المستوطنات وكنس المحتل»، داعياً «أهلنا في القدس إلى التحرك وإشعال الأرض تحت أقدام الاحتلال»، وداعياً أيضاً أهل الداخل المحتل «في النقب والجليل والمثلث إلى التحرك ومقارعة المحتل في كل مكان».
وحضّ أبناءَ الشعب الفلسطيني على «إخراج بنادقهم اليوم، ومن لا يملك بندقية، فليخرج سكيناً أو ساطوراً أو بلطة».
كذلك توجه الضيف في كلامه إلى «إخوتنا في المقاومة الإسلامية في لبنان وسورية والعراق وإيران»، مؤكداً أن «هذا اليوم هو الذي ستلتحم فيه الجبهات والرايات».
وحثّ الضيف «إخوتنا في الجزائر والمغرب والأردن ومصر وبقية الدول العربية على التحرّك وتلبية النداء»، مؤكداً أن «الأوان لأن تتحد المقاومة العربية قد آن».
كما أكد «أنّنا طالبنا العالم بالتحرك من أجل وضع حد لجرائم الاحتلال، إلا أن العالم لم يتحرك، وازدادت الاعتداءات على الأقصى وأهلنا».
«كتائب القسّام»، أصدرت أيضاً البلاغ العسكري رقم واحد بشأن عملية «طوفان الأقصى»، التي استهدفت مستوطنات الاحتلال، في محيط قطاع غزّة المحاصر.
وقالت في البلاغ: إنه في ظلّ غطاءٍ صاروخي كثيف واستهدافٍ لمنظومات القيادة والسيطرة لدى العدو، تمكّن المجاهدون من اجتياز الخط الدفاعي للعدو الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن مقاتلي الكتائب نفّذوا هجوماً مُنسّقاً على أكثر من 50 موقعاً تابعاً لفرقة غزة والمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن الهجوم أدى إلى إسقاط دفاع فرقة غزة، و«لا يزال مجاهدونا يخوضون معارك بطولية في 25 موقعاً قتالياً حتى اللحظة».
ولفتت الكتائب إلى أن القتال يدور حالياً في قاعدة «رعيم»، مقرّ قيادة فرقة قطاع غزة.
وعرضت «كتائب القسّام» في مقطع فيديو مشاهدَ لمنظومة «رجوم» الصاروخية، قصيرة المدى، من عيار 114 مم، والتي استخدمتها المقاومة الفلسطينية فجر أمس في التمهيد الناري لعبورهم إلى الأراضي المحتلة، شرق قطاع غزّة.
كما بثت «كتائب القسام» في وقت لاحق عدة مقاطع فيديو تظهر عملية الإنزال وهدم قسم من الجدار العازل وسيطرة المقاومين على عــدة معســكرات للاحتلال وأسر جنود إسرائيليين ومستوطنين ونقلهم إلى القطاع، وكذلك دخول المقاومين أيضاً إلى مستوطنات غلاف غزة، إضافة إلى مقاطع تظهر استيلاء المقاومين على دبابة وعربة إسرائيلية.
كما بثت «القسام» مقاطع فيديو أخرى تظهر فيها جثث جنود إسرائيليين بملابسهم العسكرية ملقاة في المعسكرات والطرقات، ومشاهدَ لاقتحام موقع «إيرز» العسكري، شمال قطاع غزة، تضمّنت قتل وأسر من فيه من جنود إسرائيليين، إضافة إلى مقاطع للسيطرة على مستوطنة كيبوتس وموقع «كرم أبو سالم» العسكري، شرق رفح.
وأكد إعلام العدو حسب «الميادين» أن ألف مقاتل فلسطيني اقتحموا مستوطنات «غلاف غزة» مشيراً إلى أن القتال في «غلاف غزة» مستمرّ، وتجري معارك حتى الآن في 22 منطقة، في حين تمّ تجنيد 4 فرق احتياط.
وأفاد أيضاً بأن «حجم الكارثة التي حلّت بإسرائيل لم يتّضح بعدُ»، مشيراً إلى أن «إسرائيل بعد العملية ستكون مغايرة».
ووفق «الميادين» أعلنت «نجمة داوود الحمراء»، وهي خدمة الإسعاف والطوارئ لدى الاحتلال الإسرائيلي ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 300 وإصابة 1452 جراء عملية «طوفان الأقصى».
في حين أكدت «القناة الـ13» الإسرائيلية أن العدد الحالي للقتلى الإسرائيليين «هو رأس جبل الجليد فقط من العدد الحقيقي».
كما أشارت «القناة الـ12»، إلى أن هناك «كثيراً من القتلى من «عناصر الأمن والإنقاذ»، ومن الجيش الإسرائيلي والشرطة، ونحن نعلم على الأقل بأن هناك قائدين عسكريين كبيرين قُتلا»، في حين ذكرت وزارة الصحة التابعة للاحتلال أن نحو 158 إسرائيلياً في حالة حرجة وخطيرة.
وبينما أقرت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي بإصابة 4 مروحيات إسرائيلية بإطلاق مضادات أرضية من قطاع غزة، ذكرت تقارير لها بأن المصريين حذروا كيان الاحتلال من أنه إذا كان هناك عدوان بري للاحتلال ضد قطاع غزة فإن حزب اللـه سينضم إلى الحرب.