مع اشتداد أزمة الوقود الخانقة في سوريا عموماً، ووسط شح المحروقات، بات غياب وسائل النقل العامة أمراً شبه كامل عن ساحة العاصي مركز حماة الرئيسي، كما أصبحت مشاهد الازدحام على المواقف مألوفة تماماً، يرافق ذلك عجز تام من قبل المواطن عن إيجاد البدائل.
وفي هذا الصدد، بيَّنَ مواطنون لـ الوطن أن ندرة البنزين أدت إلى ضعف الحركة في الأسواق، وفي الشوارع الرئيسية، وأوضح عدد منهم أن أسواق 8 آذار والمرابط والحاضر الكبير، كانت في أيام العطلة السبت وغيره، تغص بالمواطنين الذين يقصدونها لشراء حاجاتهم ولو بالحدود الدنيا، قبل بداية أسبوع الدوام الرسمي.
وكشف عدد من أصحاب السيارات أنهم قصدوها سيراً من أحياء غرب المشتل وطريق حلب وضاحية البعث والبياض، لعدم تمكنهم من شراء البنزين من السوق السوداء، وبيَّنَ العديد منهم أن الليتر وصل أمس إلى سقف الـ20 ألف ليرة، في أسواق حماة السوداء المنتشرة في عدة مناطق من المدينة.
وأوضح مواطنون أن البنزين غير متوافر بالمحطات بموجب البطاقة الإلكترونية، ولكنه موجود وبكثرة في الزواريب والعديد من المحال وعلى الأرصفة، كما لفت بعضهم إلى أن الليتر كان يوم الخميس الماضي بـ14 ألف ليرة، وفي صباح الجمعة بيع بنحو 17 ألف ليرة، وأمس السبت بلغ سقف الـ20 ألف ليرة!.
وذكر آخرون أنه كلما فقدَ البنزين في المحطات كلما ازداد توافره في السوق السوداء، ويباع كأنه في بورصة عالمية! وأشار عدد من أصحاب الدراجات النارية إلى أن باعة البنزين الحر يبيعونهم الليتر بألف ليرة « منية»!.
بدوره، بيَّنَ مدير التجارة الداخلية بحماة رياض زيود للصحيفة المحلية أن حماية المستهلك ضبطت خلال الأسبوع الماضي العديد من المتاجرين بالبنزين والمازوت، وصادرت الكميات وأدخلتها في أرصدة المحطات.
كما تم ضبط عدة محطات تتلاعب بالمخزون الإستراتيجي، وإغلاق نحو 5 محطات ارتكبت مخالفات مسبقة بالمتاجرة بكميات كبيرة من البنزين والمازوت وتغريم المخالفين بعشرات الملايين من الليرات وإحالة بعضهم إلى القضاء المختص موجوداً.