أكد وزير النفط بسام طعمة، أن الأرض السورية لم يُستكمل استكشافها بعد، مشيراً إلى أن هناك مناطق مبشّرة بوجود النفط فيها لكن المعدات اللازمة لإتمام هذه العمليات تقنيات متطورة محظورة عن سورية.
وقال طعمة: هناك فعلاً مناطق مبشّرة بإمكانية احتوائها على النفط والغاز مثل المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات؛ فالحقول الحالية الواقعة في منطقة الجزيرة مستكشفة منذ عام 1968، مشيراً إلى أنه “آنذاك كانت الشركات الدولية العاملة في البلاد ميالة إلى الاستكشاف السهل والإنتاج السريع، فمثلاً تكلفة برميل النفط وصلت في الشرق السوري في حقبة ما إلى أقل من دولارين للبرميل الواحد”.
وأضاف حسب قناة الميادين: المناطق التي يحتمل وجود النفط فيها، بحاجة إلى تقنيات متطورة لإنجاز عمليات الاستكشاف والتنقيب، وهي تقنيات محظور على سورية الاستفادة منها في ضوء العقوبات الغربية، التي شملت طيفاً واسعاً من مجالات النفط، فكانت البداية مع تصدير النفط، ثم توريد المشتقات النفطية، فالتكنولوجيا الجديدة، والاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، والمؤسسات العاملة في مجال النفط بالاسم واحدة تلو أخرى، ولاحقاً كل من يتعامل بالقطاع النفطي السوري، هذا إضافة إلى العقوبات المصرفية وغيرها.
وأكد طعمة أنه في ظل العقوبات الغربية يصبح الحصول على كل ذلك أمراً صعباً، لا بل عندما نتمكن من توفير بعض قطع التبديل والتجهيزات، فإن حصولنا على الدعم الفني أو الاستعانة بخبراء، يكون غير متاح.
ولفت وزير النفط إلى أنه على الرغم من العقوبات المفروضة على سورية، فإنه تم إنجاز مشاريع مهمة، كمشروع الضواغط لمعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى بتكلفة 88 مليون دولار ونحو ملياري ليرة سورية، والذي من شأنه أن يزيد الإنتاج الغازي بنحو نصف مليون متر مكعب يومياً، وليصبح أفضل استهلاكاً في محطات توليد الكهرباء، وهناك مشروعات أخرى مثل توينان والثورة، والأخيرة منطقة مأمولة جداً، وقد بدأ الأصدقاء الروس الحفر فيها.
و أفاد طعمة بأننا أمام نتيجتين اثنتين، الأولى: هي أن نتائج الاستثمار في قطاع الطاقة عموماً، والنفط والغاز خصوصاً، هو فعل تراكمي ممتد زمنياً، وليس كما يتوقع بعض الناس أن ثماره سريعة، والثانية: هي أن أفق العلاقات السورية-الروسية مزدهر، فإلى جانب الاكتشافات المأمولة من النفط والغاز في البر والبحر السوريين، فإن الموقع الجغرافي لسورية يجعل منها ممراً إلزامياً لإمدادات الغاز إلى أوروبا، إذ إن البديل منها والمتمثل في مد شبكة خطوط عبر المتوسط مكلف جداً، نظراً إلى أن البحر المتوسط من البحار العميقة والمعقدة تضاريسياً.