أبلغ تشبيه سمعته مؤخراً، أن الاجتماعات الحكومية، وجولات مسؤوليها الميدانية، وتصريحاتهم الغرائبية هي أشبه بالمفرقعات الدخانية، التي قد تمنع أو تشوش الرؤية لفترة من الزمن، إلا أن تأثيرها لا يدوم طويلاً. فكيف إذا كانت هذه المفرقعات منتهية الصلاحية، عندئذ تصبح ببساطة بلا أثر منذ اللحظة الأولى لرميها.
وهكذا هي وعود الحكومة واجتماعاتها بنظر المواطنين عبارة عن مفرقعات دخانية… لا بل ومنتهية الصلاحية أيضاً.
هل هناك مواطنٌ واحدٌ يثق بوجود مفاعيل حقيقية لأي اجتماع حكومي يقرأ أو يشاهد خبراً إعلامياً عنه؟
هل هناك مواطنٌ واحدٌ يثق أن جولة ميدانية لمسؤول ستنهي مشاكله وتحقق مطالبه؟
هل هناك مواطنٌ واحدٌ يستمع بقلب وعقل مفتوحين لخطاب أو كلمة لمسؤول حكومي؟
هل هناك وعدٌ واحدٌ مما طرحته الحكومة على صعيد الأوضاع المعيشية والخدمية تحقق؟
لو أن هذه الحكومة مهتمة فعلاً برضا الناس ومعرفة صدى صورتها لديهم، لكانت أجرت استبياناً للرأي العام، وأخذت بنتائجه مهما كانت قاسية وجارحة، لكن هي غير مهتمة بكل ذلك بحجة أن مطالب هذا الشارع في واد، والإمكانيات وظروف البلد في واد آخر.
لذلك نصيحتي لهذه الحكومة أن تبتعد عن الإعلام، فلا تنشر خبراً عن اجتماع لا أثر له على حياة المواطنين، ولا تسمح لوزير أن يتحدث بما يقلل من هيبتها، ولتنسى قصة الزيارات الميدانية التي لا تعالج مشكلة واحدة…. وبهذه الخطوات إن لم يقل عدد منتقديها، فعلى الأقل لن يزيدوا.