قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن قرار سورية بعدم المشاركة في القمة العربية “شجاع ويعبر عن فهم للواقع”.
في السياق، قال وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، إن “السلطنة تتطلع إلى عودة التضامن العربي بعودة سورية إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، انطلاقاً من الإيمان بالثوابت العربية الأصيلة التي تعمل جميع الدول على ترسيخها”.
بدورها، نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن واشنطن أعطت الدول المشاركة في اجتماع دعت إليه استضاف اثنتي عشر دولة بالإضافة إلى “هيئة التفاوض السورية المعارضة” بمدينة جنيف في الأول من تموز الجاري، ورقة أعمال مؤلَّفة من سبعة بنود، بينها بند واضح يتعلّق بعدم عودة دمشق إلى الجامعة العربية، حيث حرصت واشنطن على التأكيد للوفود العربية المشارِكة رفضها مِثل هذا الإجراء، وتوصيتها بضرورة الإبقاء على الوضع الراهن.
وبحسب المصادر فإن هذا الضغط الأمريكي أعطى دفعة قوية للدول التي تعارض هذه الخطوة، وعلى رأسها قطر، التي أعلنت صراحة مرّات عدّة موقفها الرافض، إضافة إلى السعودية، ومصر التي أبدت مؤخراً ليونة في موقفها إزاء سورية، إذ بدأت تنشط نشاطاً ملحوظاً في الملفّ السوري بعد فترة تردُّد، في وقت يبدو فيه أن الموقف المصري الذي كان يشجّع على عودة سورية إلى الجامعة العربية، أصبح أكثر تردُّداً.
كما احتوت الورقة بنداً يتعلق بالمسار الروسي وأهمّية الحدّ منه، وتفعيل مسارات أخرى يكون لموسكو حضور أقلّ فيها، في إشارة إلى التطبيع بين دمشق وأنقرة، حيث طرحت واشنطن مجموعة من الاقتراحات لوقْف هذا المسار المدفوع من قِبَل روسيا وإيران، من بينها أفكار تتعلّق بإعطاء مساحة أكبر لـ “المجلس الوطني الكردي” المرتبط بأنقرة في “الإدارة الذاتية”، بالإضافة إلى دعم مشاريع إنعاشية في المناطق التي تُسيطر عليها تركيا في الشمال السوري، وهو ما بدأ المبعوث الأمريكي الجديد إلى مناطق “قسد” العمل عليه فعلياً، نيكولاس جرانجر، بسلسلة لقاءات تمهيدية بين ممثّلين عن الأحزاب الكردية لتنشيط الحوار الكردي – الكردي.
وأضافت المصادر أن تركيا أبدت قلقها من احتمال فشل المسار الأمريكي مجدّداً، خصوصاً أنه جرى تجريبه سابقاً ولم يصل إلى أيّ نتيجة، وأكّدت استمرار دعمها للمعارضة السورية والمسار الأممي للحلّ في سورية، وتَواصل سعيها لإبعاد خطر الأكراد عن حدودها، وتخفيض عدد اللاجئين السوريين على أراضيها.