Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقاريردولية

جولة استانا السادسة عشر روسيا تعيد ترتيب الأوراق في سورية

استضافت عاصمة كازاخستان نور سلطان الجولة السادسة عشر من المفاوضات بصيغة استانا وذلك خلال اليومين الماضيين وكل الأنظار كانت تتجه صوب العاصمة الكازاخية بانتظار ما سوف يصدر عنها في البيان الختامي للدول الضامنة روسيا، إيران، تركيا، ولكن لم يخرج البيان الختامي عن أطاره التقليدي للجلسات السابقة من حيث المبادئ الأساسية.

 

حيث جددت الدول الضامنة لعملية أستانا تأكيد التزامها القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وبمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة مشددة على مواصلة العمل المشترك لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومسمياته في سورية ورفض الأجندات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادتها وسلامتها الإقليمية.

لكن الأهم والذي سوف نضيء عليه هو التصريحات الصادرة الوفدين السوري والروسي على هامش الجلسة وهو ما جاء على لسان مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف حيث أشار إلى أن ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأضاف “لذلك نأمل بشدة أن التواجد العسكري المحدود للولايات المتحدة وبعض الدول الغربية في شمال شرق سوريا، والتواجد العسكري التركي في شمال غرب سوريا يحمل طابعا مؤقتا وسيتم سحب هذه القوات بالكامل في المستقبل القريب، مع استقرار الوضع في البلاد”.

وأن تحديد موعد الجلسة القادمة لصيغة استانا في نهاية العام الجاري هي المهلة الروسية لأمريكا وتركيا لمغادرة الأراضي السورية بصيغة ودية للوصول إلى مرحلة الحل السياسي وتفعيل اللجنة الدستورية التي كانت متوقفة خلال الفترة الماضية.

وهنا يتضح أن دولة روسيا وعلى ضوء القمة الروسية الامريكية ومؤتمر روما والتحركات الأمريكية الأوربية وحلف الناتو تجاه موسكو في أوربا وملف أوكرانيا ً تحديدا ً والتقارب الأمريكي التركي في الملف السوري وبالأخص ملف إدلب وريفها والدعم الأوربي المالي والسياسي لتركيا توصلت إلى رؤية واضحة وهي أن الحل في سورية وصل لمرحلته الأخيرة وأن صيغة استانا وصلت لحلقتها الأخيرة وعلى أمريكا وتركيا البدء بالتحضير لمرحلة المغادرة.

كذلك فإن التصريح الروسي بهذه الصورة والصراحة تلميح لأمريكا أن مساعيها لإعادة تفعيل ملف تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق وبالأخص على الحدود السورية – العراقية أصبح مكشوفا ً كما أن محاولة أمريكا واوربا وتركيا تلميع هيئة التحرير الشام الإرهابية وتبديل جلدها القاعدي بجلد مدني جديد لم ينجح حيث أكد البيان الختامي محاربة القاعدة وداعش وأن على تركيا أن شاءت نقل هذه المجموعات الإرهابية إلى أفغانستان التي أخذت فيها دور الجندي الأمريكي ولكن عليها أن تحذر من أن موسكو لن تتخلى عن حلفائها الإقليميين في شرق آسيا ولن تسمح بإعادة تدوير الإرهاب القاعدي في أفغانستان مرة أخرى.

كذلك فأن التصريح الرسمي السوري كان موجها ً بشكل مباشر إلى تركيا حيث أكد الدكتور أيمن سوسان رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الاجتماع الدولي السادس عشر بصيغة أستانا في العاصمة الكازاخية نور سلطان أن الحملة المسعورة بشأن الوضع الإنساني في سورية تمثل أبشع أشكال الكذب والنفاق مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وأدواتها الذين يذرفون دموع التماسيح على معاناة السوريين يتجاهلون أنهم سبب هذه المعاناة من خلال مواصلة دعمهم الإرهاب.

كما أشار سوسان إلى أن استمرار النظام التركي بدعم المجموعات الإرهابية وعدم التزامه بتعهداته بهذا الصدد يمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب إضافة إلى ممارساته العدوانية وسياسات التتريك التي يتبعها في مناطق انتشار أدواته من المجموعات الإرهابية والمتمثلة بتغيير المناهج الدراسية وتغيير أسماء المدن والقرى والبلدات والترويج للعملة التركية وسحب الهوية السورية واستبدالها ببطاقات تركية وإحداث أمانة عامة للسجل المدني في إدلب إضافة إلى قطع المياه لمرات عدة عن أهلنا في الحسكة الأمر الذي يمثل أحد اشكال الإبادة وجريمة حرب ضد الإنسانية مشدداً على أن هذا النظام المجرم والخارج عن القانون بسياسته التدميرية والعدوانية ضد السوريين يؤكد ما كانت تقوله سورية منذ اليوم الأول لعملها في أستانا بأن النظام التركي هو الضامن للمجموعات الإرهابية ولا يستحق أبداً صفة الضامن لهذه العملية لأنه عاجز عن الالتزام حتى بالبيانات التي يوقع عليها.

ومن خلال هذه التصريح يتضح أن القيادة السورية وبالتنسيق مع الحليف الروسي وضعوا الإطار الرسمي للاحتلال التركي وحددوا شكله ومضمونه كما أن روسيا تؤكد من خلال هذا الموقف أن تركيا لم يعد لها أي دور في مؤتمر استانا سوى الانسحاب من سورية والتنسيق معها سيكون ضمن عملية اخراج المسلحين منها.

أذا المرحلة القادمة في سورية ستكون بدايتها بسحب ورقة الضامن من تركيا والرفض الروسي لأي محاولة لإدخال المساعدات إلى إدلب وريفها والمناطق التي تحتلها تركيا وسحب أوراق اللعب الأمريكية في شرقي الفرات وفي المنطقة الجنوبية من خلال العمل الجاري لأنهاء ملف درعها وريفها والسويداء وريفها ضمن عملية سياسية عسكرية متكاملة.

ويبقى أيضاً أن تتضح ردود الفعل وآلية التفاوض ضمن الحوار السوري – السوري بعد تصريحات السيد لافروف بخصوص ملف شرقي الفرات والرد الإيجابي من هناك واللقاء الذي جمع مجلس سورية الديمقراطية وحزب الإرادة الشعبية وهيئة التنسيق الوطنية لما يبدوا أنه محاولة صياغة جديد للحوار الداخلي السوري وبناء جسم معارض جديد سيكون له ورقة مهمة في المرحلة القادمة بعد توزيع الأوراق الجديد في سورية.

 

وكالة الآن الإعلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى