حوار : يارا سلامة
تصوير : عبد الرحمن عمري
فنان لا يريد للكتابة أن تتحول إلى مسمى للتعريف به أو أن تُطيح باسمه كمخرج، سعى إلى هدفه بخطوات ثابتة وبشكل منطقي ،منذ طفولته دخل مجال المسرح والكتابة طارقاً المعرفة من جميع الأبواب،يعشق الإخراج ويرى بأن اليوم هو الوقت المناسب للبدء بمشروعه الذي حلم به وسعى إليه منذ الصغر،شق طريقه الفعلي في عام 2007 وقدم العديد من الأعمال التي تركت بصمتها حتى وقتنا هذا والذي كان آخرها العمل الجماهيري (الهيبة) ،يؤكد دوماً على جهود جميع العاملين في المشروع الفني فمن وجهة نظره إن العمل هو عبارة عن عقل يفكر ويكتب وأياد تعمل وتنفذ،صاحبة الجلالة كان لها هذا الحوار مع المخرج والكاتب باسم السلكا .
1_ لنبدأ بالهيبة علمنا أن هناك جزء رابع لهذا العمل ،هل تم توقيع العقد مع شركة الصباح بشأنه؟
لقد انتهت قصتي ككاتب في الجزء الثالث من الهيبة(الحصاد) وفي حال اتخذت الشركة قرار بإنتاج جزء رابع فسيكون بيد كاتب آخر له حرية معالجة القصة كما يراها .
2_ هل الاعتذار جاء لأسباب متعلقة بخلاف مع الشركة المنتجة (الصباح) أو مع فريق العمل الأساسي أم أن هناك أسباب آخرى؟
هي أسباب شخصية بحتة تتعلق بقرار عودتي إلى مشروعي القديم (الإخراج) فمنذ دخولي لهذا الوسط كانت الكتابة هواية أمارسها ورافقت مشروعي كمخرج.
3_ ماهي الأمور التي حالت دون تحقيق حلمك في الإخراج؟
لا شك بأن الأزمة التي تعرضت لها بلادنا أدت إلى ركود بمختلف جوانب الحياة وأهم الأمور التي وجدت فيها صعوبة هي التعريف عن نفسي أمام بيئة جديدة وبلد جديد وهذا يحتاج إلى وقت ،هنا يقع ظلم لما قدمته خلال سنوات سابقة وخصوصاً بأن أي دراما تعمل من خلال عناصرها وبالتالي فإن هذا الأمر يحملك مسؤولية أكبر للتعريف عن نفسك وإثبات ذاتك ،أشعر أن اليوم هو الوقت المناسب للبدء بمشروع خاص بي من كتابتي وإخراجي..
4_هذا الكلام والهدوء يدل على أن هناك ظلما قد تعرضت له ،هل ظلمت؟
هناك مواقف كثيرة ظُلمت فيها ،وأكثرها ظُلماً هي ما أتعرض له خلال دفاعي ومناداتي لموضوع درامي معين فهو لم يلق الصدى بالنسبة لصناع العمل ولكن بعد إنجاز العمل ونجاحه يتم تغييب دفاعي وإرجاعه لأشخاص آخرين.
5_ كيف قرأت أصداء عملك الأخير (الهيبة،الحصاد)؟
أعتقد بأن هذا الجزء هو الأفضل فلقد كانت القصة قريبة من الناس والشخصيات متوازنة ومتكاملة وخصوصاً العلاقة التي جسدها جبل (تيم حسن) مع نور (سيرين عبد النور) كانت جميلة جداً وهناك الكثير من المشاهد حولها النجم تيم حسن وطورها وقدمها بطريقة جذبت المتابع وأحبها مع محافظته على أدواته التمثيلية وتمكنه منها.
6_ لقد كتبت عشر حلقات من مسلسل(شبابيك) ماهو سر تفوق هذا المسلسل في الشارع السوري رمضان 2018 إخراج الأستاذ سامر البرقاوي؟
هذا يعود إلى عدة عوامل فمنذ لحظة ولادة المشروع أردنا تقديمه سواء كنص أو إخراج من أجل إعادة الألق إلى الدراما السورية سواء من حيث القصة أو طريقة طرحها ،العمل لامس الواقع وحقق نسبة متابعة ونال محبة الجمهور له،لقد تفاجأت بتفاوت الآراء كون العمل عبارة عن حلقات منفصلة وكل حلقة تتحدث عن موضوع ما مع حرية ترك النهايات مفتوحة للمشاهد لنترك له حرية التفكير ماذا سيفعل لو كان مكان هذا الشخص أو ذاك.
7_ إذا أردت أن تذكر لي أسماء شخصيات جديدة (شبابية)لفتت انتباهك في الجزء الثالث من الهيبة؟
هناك شخصيات كان لي فرصة التعرف عليها عن قرب وسعدت بذلك ( سعيد سرحان الذي جسد شخصية علي،وسام فارس الذي جسد شخصية سامي السعيد) في الحقيقة كانوا مجتهدين سواء على الورق أو بطريقة إدائهم لإدوارهم ومنذ البداية تفاءلت بهم وكانت توقعاتي بنجاحهم في مكانها الصحيح..
8_ الجمهور اتهم العمل بأنه انتقل لأجزاء شبيهة بما قدم بباب الحارة وخصوصاً من ناحية إحياء الأموات ،ما رأيك؟
لا ضرر باستمرار العمل كأجزاء طالما حقق متابعة وكسب محبة الجمهور ،موضوع الأجزاء قديم جداً وهو موجود بالسينما (سلسلة العراب) وأيضاً بالدراما المصرية وحتى العالمية ،ما المانع أن نبني أجزاء على نجاح أجزاء سابقة وخصوصاً إذا كان صانع العمل يجد بنفسه القدرة على تطوير العمل وتقديمه بشكل أفضل ،أما عن باب الحارة أتمنى أن يكون العمل حقق ماحققه باب الحارة من نجاح هنا أقصد باب الحارة الذي تعود ملكيته للأستاذ (بسام الملا) أماباب الحارة الذي قُدم هذا العام ليس باب حارة ولا يمت له بصلة.
9_ هل تتقبل النقد ومتى يكون مزعج بالنسبة لك؟
أحاول جاهداً أن أعمل على ما يُقدم لي من ملاحظات والتي أراها موضوعية وبشكل عام يزعجني النقد إذا كان النقد بهدف النقد فقط ولكن إن كان نابعا عن ثقافة ووعي وتحليل منطقي بالتأكيد لن يزعجني على العكس تماماُ سأحاول جاهداً لتلافيه في المرات القادمة.
10_ تداولت عدة مواقع اتهام للهيبة بأنه يروج للمخدرات وحمل السلاح والتعاطف مع مرتكبيها ؟
يجب ألا نخلط بين محبة الجمهور لشخصية الأستاذ تيم حسن وبين محبة الجمهور لجبل شيخ الجبل فمنذ اللحظة الأولى في العمل أظهرنا بأن بطل قصتنا (مجبور ) وكانت عنوان الشارة وحتى في بداية الشارة تم التنويه بأن العمل هو من خيال الكاتب بشخصياته ومكانه الإفتراضي،شخصية جبل تعرضت لعدة ضغوطات جعلته مجبراً في تصرفاته وأفعاله كمقتل أفراد أسرته،نكساته العاطفية،حرمانه من حقوقه المدنية أو حتى العيش بشكل طبيعي،وإذا كان النظر للعمل هو الترويج لهذه القضايا فهو يذكرني في الثمانينات عندما قالوا ان كرندايزر يدفع الأطفال إلى القفز من أماكن عالية والطيران في الهواء،لا أتوقع أن تفوت أي عاقل بأن العمل هو من خيال الكاتب ويتناول قصة وليست وجهة نظر أو درس يحتذى به،لماذا لم يحرض العمل على احترام الابن لأمه كما يفعل جبل أو لماذا لم يحرض على مساعدة الناس في حال لم يجدوا ما يأكلونه كما فعل جبل لماذا تم تسليط الضوء على قضايا معينة ولم يتم التسليط على نواح إيجابية آخرى،يجب أن نتلقى العمل بوعي أكثر.
11_ ما المقصود في تسليط الضوء على الأشخاص الذين يعملون تحت ظل القانون ،ماهي رسالتك؟
بشكل عام فكرة الهيبة الحصاد هي لتوضيح بأن ليس هناك شر مطلق ولا خير مطلق سواء بالحياة المدنية (بشخصية ثروت) أو غير المدنية ،فكل مجتمع له أمراضه ومشاكله وإيجابياته وسلبياته، سلطت الضوء على شريحة من المجتمع المدني متمكنة سياسياً واجتماعياً تفرض وجهة نظرها وتحرك الرأي العام تحت مسمى المثالية وهنا جاء بطل قصتنا لكشف هذه الشريحة بشرها وخيرها وإظهارها على حقيقتها للتوضيح بأن الكذب هو المسيطر على مجتمعاتنا العربية سواء كانت شخصيات سياسية أو تجار او حتى العلاقات الإجتماعية السائدة فأصبح يحكمها منطق الكذب والخيانة.
12_ ما رأيك بالتكريمات والجوائز؟
رأي الجمهور وانتظاره لأعمالك هو التكريم عدا ذلك لا يهم