Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مجتمع

“#أبو_حلب” سائق ميكروباص في دمشق .

مهدداً بالوقوف وإنزال الجميع يصرخ بالركاب، محتجاً بأن هناك شخص لم يقم بدفع الأجرة، وبعد أخذ ورد يقنعه أحدهم أنه أخطأ بالحساب ويدفع المبلغ 50 ليرة لضمان إكمال رحلة، بعد انحشار الركاب في الميكروباص الصغير العامل على أحد الخطوط ضمن مدينة دمشق في وقت الذروة.

بعد ثوانٍ وبشكل غير متوقع، يدير وجهه، الذي يحمل جرحاً، معتذراً على صوته العالي ومطالبته بهذه الطريقة، متحسراً على مسمع الجميع على زمن لم يكن يفكر فيه بمبلغ تافه مثل هذا لكنه ” ضيق الحال” و”قسوة العيش”، يقول بهدوء.

.

“أبو حلب” رجل خمسيني يعمل سائقاً على ميكروباص (لا يملكه) في مدينة دمشق، يقول “والله لم أكن أفكر أو أتصرف بهذه الطريقة، بس عندي عيلة لازم طعميها، وهالأيام ما بترحم” .

ويتابع ” وقفت الصبح أربع ساعات عالكازية لقدرت عبي مازوت، ومتلي كتار، الناس بتسبنا بس نحن متلنا متل الكل،إذا بدي انطر لجيب غاز بدي اتعطل عن شغلي نهار وأحيانا أكتر ، وإذا ما اشتغلنا منموت من الجوع”.

” يشير إلى جرح حديث في خده قائلاً “: تخانقت أنا وواحد من الشوفيرية عالدور وضربني بحديدة وعطلت 4 أيام عن الشغل، بس ما بقدر عطل أكتر ، الزلمة يلي تخانقت معو معروف إنو صاحب مشاكل بس الله يلعن الشيطان”.

“أبو حلب” مهجر من مدينته حلب منذ ثماني سنوات، ويقطن أحد الأحياء العشوائية الفقيرة في دمشق، ورغم سوء الأوضاع بشكل عام يقول: ” الحمد لله عم ترجع الخدمات شوي شوي تحملنا كتير والأصعب من هيك”.

يدير وجهه محاولاً إخفاء دمعة ” فقدت ابني في الحرب ، استشهد في الغوطة، رحت استلمت الجثة بإيدي وشفتو بعد ما توفى، الحمد لله على كل شي”.

ويمضي في طريقه متحدثاً كأنما إلى نفسه ” عايش أنا وجاري متل كأنو عيلة وحدة، جاري من طرطوس، عشنا كل سنين الحرب ناكل سوى ونسهر سوى وهمومنا وحدة”.

ورغم برودة الجو يعبّر أبو حلب عن محبته للشتاء ” الجو حلو اليوم، بحب الشتوية مع كل الوجع يلي عم يزيدو البرد “.

حكاية “أبو حلب ” هي حكاية معظم السوريين اليوم، فهو المهجر من بيته ومدينته، سرقت منه الحرب فلذة كبده، ينتظر دوره للحصول على الغاز والمازوت والخبز، ويخانق على أتفه سبب، ففي النفوس ما فيها.

لا يعلم ما يجري في العالم الافتراضي، فهو ينتظر لينتهي النهار “على خير” من دون أن يديره أحد خارجياً كي “يعاني” مثله مثل بقية السوريين، ولا يخفي خجله مما فعلته سنوات الحرب بالأخلاق والنخوة.

فعلت الحرب فعلها كما في الحجر كذلك في البشر، وبحسب “أبو حلب ” ، “ماحدا متحمل حدا هالأيام، تفاءلنا وقلنا خلصت بس شكلا مطولة لتخلص عنجد”،وككل المتعبين ينهي حديثه ” ما منقول غير الحمد لله على حال”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى