Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ملفات ساخنة

الإخبارية السورية: سبق صحافي يدوس على الجراح

على طريقة البرنامج السوري الشهير «الشرطة في خدمة الشعب»، استجوب مراسل «الإخبارية السورية» أمس مواطناً سورياً مفجوعاً بمقتل أطفاله السبعة حرقاً في منزلهم. هكذا اخترق المراسل بتوجيه من محطته الرسمية، لحظات يفترض أنها حميمية لأب فقد أفراد أسرته دفعة واحدة، في انتهاك صارخ لأصول المهنة، وانتهاك لخصوصية الرجل المكلوم، ليحقق سبقاً صحافياً فوق جراحه.

بدأ اللقاء الحصري بسؤال المراسل: «حضرتك أبو شو؟» سؤال يبدو ساذجاً وغير مناسب لطرحه على أب فقد جميع أبنائه للتوّ! يتابع المراسل تحقيقه بسؤال مستفز عن الأضرار، فيأتي الجواب بحسرة واستغراب «أولادي احترقوا وماتوا!. ».
وأجهز المراسل على والد الضحايا بسؤال نمطي من دون أدنى مراعاة لحرمة الموت «شو بتحب توجه رسالة!». سؤال معتاد في التلفزيون السوري، يحاول من خلاله إثبات نفسه كمنبر للمواطنين السوريين.
يصمت المواطن مصعوقاً من هول السؤال، وينهار بالدموع أمام الكاميراً، حرصت القناة على عدم تفويت أي دمعة لجذب المشاهدين. 


لم يكتف المراسل بهذا القدر من الابتذال. حاول انتزاع إجابات من الرجل المنكسر لصالح الجهات المعنية من قبيل «هل وصل الإطفاء فوراً، من قام بزيارتك من الجهات المعنية، ماذا قالوا لك؟».
يجيب أقرباء وجيران الرجل المنكوب: «رئيس الوزراء والمحافظ وقائد الشرطة، وعدونا بترميم المنزل».
بلا مبالاة، يسأل المراسل عن وجود «مازوت» في المنزل، يجيب والد الضحايا: «لا». جواب بديهي في ظل فقدان المشتقات النفطية من منازل معظم السوريين، الذين واجهوا البرد القارس بالمدافئ الكهربائية، في تحدّ لتوجيهات الحكومة بعدم استعمالها، مهددة بزيادة ساعات التقنين للحد الأقصى!
هرول رئيس الحكومة السورية عماد خميس إلى مكان الحدث، وبشكل «عفوي» نقلت صفحة «دمشق الآن» فيديو لرئيس الوزراء يدعو فيه إلى إجراء تحقيق دقيق لكشف ملابسات الحادث، ليأتيه الجواب سريعاً من أحد الموجودين: «ماس كهربائي سيدي!».
وفور نشر «السبق» الصحافي في بث مباشر على فايسبوك، انهالت آلاف التعليقات المستهجنة من قبل السوريين الذين اعتبروا ما قام به مراسل الإخبارية السورية «عملاً غير إنساني وخطأ فادحاً يستحق العقوبة»، فيما استنكر صحافيون وإعلاميون طريقة تعاطي الإعلام الرسمي «بسطحية وارتجال ووقاحة وتوّحش» مع الأحداث الإنسانية، معتبرين ما قام به المراسل «جريمة إعلامية موصوفة بحق المهنة» وقال أحد المعلقين: إن «الإخبارية السورية اكتفت بعرض دموع الأب هذه المرة، لسبب بسيط وهو: عدم حصولها على صور حصرية لجثث الضحايا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى